ذلك يورث طيب العيش في الدنيا والآخرة.
* الأصل:
293 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا.
* الشرح:
قوله: (رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم) المراد بالناس المخالفون وأصحاب الدولة الباطلة ولابد للمؤمن في حفظه وحفظ إمامه أن تكلم عندهم في أمور الدين من أن يتكلم بما يوجب حبهم لا بغضهم وعداوتهم فإن فيه هلاكه وهلاك إمامه (أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز) ضمير الجمع للشيعة والمحاسن جمع الحسن على غير قياس والإضافة بيانية أو بتقدير في والمقصود أنهم لو نقلوا كلامنا بعينه من غير زيادة ونقصان لكانوا عندهم أعز (وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء) إذ ليس في كلامنا ما يوجب طعنهم صريحا بل قد يكون له وجوه يمكن التخلص بها (ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا) هذا من باب المبالغة المشهور بين العرب والعجم وذلك التغيير قد يقع عمدا لغرض من الأغراض وقد يقع سهوا وقد يقع باعتبار فهم المخاطب من كلام له وجوه ونقله ما هو المقصود منها، وينبغي أن يعلم أن كلامهم (عليهم السلام) قسمان قسم من باب الأسرار فلا يجوز نقله لغير أهله أصلا وقسم يجوز نقله مطلقا وهذا القسم ينبغي نقله عندهم على الوجه المسموع من غير تغيير يوجب طعنهم والمراد بالكلام هنا هو هذا القسم وهو لكونه من الحكيم العادل غير مشتمل على ما توجب طعنهم وبغضهم صريحا وأذية وأذى شيعته وإلا لمنع نقله عندهم كالأول.
* الأصل:
294 - وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل، «والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة» قال هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم.
* الشرح:
قوله: (عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل «والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة» قال: هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم أن لم يطيعوا الله عز ذكره) بفتح الهمزة علة للخوف (ويرجون أن يقبل منهم) الإيتاء: الإعطاء وضمير هي راجع