شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٠٤
فلعل الجمع بينه وبين ما روي من أنه يضع الجزية عند ظهوره أنه يضعها عن أهل الكتاب فإنهم حينئذ بمنزلة الحربي لا يرفع عنهم السيف حتى يؤمنوا أو يقتلوا والله أعلم.
289 - الحسين بن محمد الأشعري، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد بن مسلم بن أبي سلمة عن محمد بن سعيد بن غزوان (1) عن محمد بن بنان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال أبي (عليه السلام) يوما وعنده أصحابه: من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ؟ قال: فكاع الناس كلهم ونكلوا، فقمت وقلت: يا أبة أتأمر أن أفعل؟ فقال: ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك، بل إياهم أردت] قال: [وكررها ثلاثا، ثم قال: أأكثر الوصف وأقل الفعل؟! إن أهل الفعل قليل، إن أهل الفعل قليل، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا تعاميا عليكم بل لنبلوا أخباركم ونكتب آثاركم، فقال: والله لكأنما مادت بهم الأرض حياء مما قال حتى أني لا نظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الأرض فلما رأى ذلك منهم قال: رحمكم الله فما أردت إلا خيرا، ان الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم. قال: فوالله لكأنما نشطوا من عقال.
* الشرح:
قوله: (فكاع الناس كلهم ونكلوا) الكيع الجبن والخوف تقول كعت عنه أكيع إذا هبته وجنبت عنه، والنكول عن الشيء: الامتناع منه وترك الإقدام عليه، ثم قال: (ما أكثر الوصف وأقل الفعل) أي:
من وصف نفسه بالتشيع كثير والفاعل العامل بلوازمه قليل جدا وما ذلك إلا لضعف يقينهم حيث لم يستيقنوا بأن المعصوم لا يطلب منهم ما يضرهم ولو أخذوا جمرة لصارت عليهم بردا وسلاما كما صارت على خليل الرحمن نظير ذلك ما نقل أن موسى (عليه السلام) عند تعاقب فرعون أمر قومه بالمرور على وجه البحر فلم يقبل منه إلا يوشع فمضي عليه راكبا سالما غانما (إلا وأنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا) بالمشاهدة القلبية في حال الغيبة والمشاهدة العينية في حال الحضور وقوله «معا» لإفادة أن معرفة أحدهما لا يمنع معرفة الآخر فإن العلم الحصولي إذا كمل يصير بمنزلة العلم الحضوري ثم أكده بقوله (وليس ذلك منا تعاميا عليكم) أي ليس ذلك القول المذكور في الصدر جهلا منا بأحوالكم الماضية والحاضرة والآتية وطلبا لحصول العلم إذ هي معلومة لنا (بل لنبلوا أخباركم

1 - الظاهر كما سيأتي تحت رقم 314 هو محمد بن سالم بن أبي سلمة المعنون في فهرست الشيخ فصحف وذلك نشأ من اختلاف كتابه سلم وسالم وسفين وسفيان وعثمن وعثمان وعلي بن محمد بن سعيد غير موجود في كتب الرجال والظاهر أنه علي بن محمد بن أبي سعيد وفي رجال الشيخ علي بن محمد بن سعد الأشعري.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557