قوله: (إذا اختلف ولد العباس) أي جاء بعضهم بعد بعض وقام بأمر الإماره والسلطنة (ووهى سلطانهم) وهي كوعي وولى تخرق وانشق واسترخى رباطه وضعف (وطمع فيهم) أي في هضمهم وملكهم (من لم يكن يطمع فيهم) وهو هلاكو وقد نهض إليهم من بلاد الترك وما وراء النهر بتقدير إلهي «وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له» (وخلعت العرب أعنتها) العنان ككتاب سير اللجام الذي تمسك به الدابة والجمع أعنة وكان خلعها كناية عن الذل والانكسار والخوف والفرار (ورفع كل ذي صيصية صيصيته): هي بالتخفيف قرن البقر وما خلف رجل الديك والحصن والجمع الصياصي وكأنه كناية عن قيام كل ذي قوة لطلب الملك والرئاسة أو عن رفع السلاح مثل الأسنة والرماح وغيرهما أو عن رفع الحصون والقلاع حفظا من تسلط الأعداء والغرض هو الإشارة إلى شدة ذلك الزمان وصعوبة الأمر فيه (وظهر الشامي) كأنه السفياني الدجال (وأقبل اليماني) إلى العراق (وتحرك الحسني) من مكة لإرادة الخروج.
(خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة) جزاء لقوله إذا اختلف إلى آخره (بتراث رسول الله (صلى الله عليه وآله)) التراث بالضم: الميراث وأصله وراث قلبت الواو ياء للتخفيف، والدرع معروف وهو المنسوج من الحديد وقد يذكر ويؤنث والبرد بالضم ثوب مخطط وأكسية يلتحف بها. الواحدة بردة والقضيب العود والسيف اللطيف الدقيق القاطع. واللامة بالهمز أداة الحرب كالمغفر والدرع ونحوهما (فيخرج السيف من غمده) يخرج إما من الإخراج وفاعله ضمير الصاحب (عليه السلام) أو من الخروج والسيف فاعله فيكون ذلك علامة لظهوره (عليه السلام) وينشر الراية النشر خلاف الطي كالتنشير (والبردة والعمامة) إلا نسب أنه عطف على الدرع فيدل على جواز العطف على جزء جملة بعد الفصل بجملة أخرى والعطف على الراية بعيد (فيطلع على ذلك بعض مواليه) الأنسب أن ضمير مواليه عائد إلى الحسني المذكور سابقا وعوده إلى الصاحب بعيد جدا (فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر) روي الصدوق في كتاب كمال الدين بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): « يخرج القائم (عليه السلام) يوم السبت يوم عاشورا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام)» (ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله عز وجل دونها) بالبيداء بالخسف كما روى (ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق) أي الكوفة مع عصا موسى والحجر الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا ومنه طعامهم وشرابهم كما روي.
* الأصل:
286 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج إلينا أبو عبد الله (عليه السلام) وهو مغضب فقال: إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي: لبيك يا جعفر بن محمد لبيك، فرجعت