منك، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضلت ناقته فقال الناس فيها: يخبرنا عن السماء ولا يخبرنا عن ناقته فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ناقتك في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا قال: فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس أكثرتم على في ناقتي ألا وما أعطاني الله خير مما أخذ مني، ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا، فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: ثم قال: ائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنما هو شيء دعاك الله إليه لم تطلبه منه.
* الشرح:
قوله: (دفع إلى إنسان ستمائة أو سبعمائة درهم لأبي عبد الله (عليه السلام) فكانت في جوالقي فلما انتهيت إلى الحفيرة انتهى) الجوالق بكسر الجيم واللام وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها: وعاء معروف والجمع جوالق كصحايف وجوالقات وفي الكنز أنه فارسي معرب يقال له بالفارسية «خورجين» والحفيرة بضم الحاء وفتح الفاء: موضع بين ذي الحليفة ومكة يسلكه الحاج، والزاملة: التي يحمل عليها من الإبل وغيرها والمراد بها هنا الجوالق مجازا من باب إطلاق المحل على الحال (ما أعطاك خير مما أخذ منك) وهو دين الحق وولاية علي (عليه السلام) أو الثواب في الآخرة أو ما يعطيك عامل المدينة باعتبار أنه أكثر على احتمال بعيد وفيه تسلية له وترغيب في الشكر (ثم قال: ايت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنها هو شيء دعاك الله إليه لم تطلبه منه) تنجز أمر من تتنجز يقال: تنجز الرجل حاجته إذا استنجحها وظفر بها.
* الأصل:
279 - سهل، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس، عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شيء يروى عن أبي ذر (رضي الله عنه) أنه كان يقول: ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها احب الموت، واحب الفقر، واحب البلاء؟ فقال: إن هذا ليس عى ما يروون إنما عني: الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله.
* الشرح:
قوله: (انما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله. انتهى) أشار إلى أنه لم يحب الموت على الإطلاق ولم يكره الحياة كذلك بل أحب الموت في الطاعة وكره الحياة في المعصية، وأما الحياة في الطاعة فهي أمر مطلوب للمؤمن إذ بقية عمر المؤمن عطية يتدارك بها ما فات ويستعد بها لما هو آت وكذا رجحان البلاء والفقر في الطاعة عند العقلاء على الصحة والغنى في المعصية واضح وأما رجحانا لصحة والغنى في الطاعة على البلاء والفقر فيها فمشكل