وإهلاك الحرث ونقل من طريق العامة ما يدل على كفرهم ولكن الأكثر توقفوا فيه والتحقيق أن لهم أربع حالات: الأولى: قبل السد عليهم وهم حينئذ كغيرهم لمخالطتهم أهل الأرض فكفرهم وعدمه حينئذ محتمل لأنا لم نقف ما يدل على شيء منهما. الثانية بعد السد إلى مجىء الإسلام وهذه مثل السابقة لأنا لم نقف ما يدل على أن الله تعالى أرسل إليهم رسولا منهم، وعلى أنه بلغتهم دعوة رسول من غيرهم والظاهر عدم بلوغ الدعوة لتعذر وصولها إليهم، الثالثة: بعد مجيء الاسلام إلى زمان خروجهم وهذه أيضا مثل السابقة لاحتمال بلوغ دعوة نبينا (صلى الله عليه وآله) إليهم فآمنوا أو كفروا واحتمال عدم بلوغها فلا يتصفون بالكفر لأن بلوغ التكليف شرط للحكم بذلك وفي طريق العامة نقل واثلة وأبو عمرو عن وهب بن منبه أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «انطلق بي جبرئيل (عليه السلام) ليلة أسري بي فدعوت يأجوج ومأجوج فلم يجيبوني فهم في النار مع المشركين من ولد آدم وإبليس هذا صريح في بلوغ الدعوة وفي الكفر، لكن قال أكثر علمائهم هو من الأخبار التي لا تصح من جهة السند إذ لا سند له وإنما هو من الأقاصيص التي تؤدي مقطوعة ومرسلة ولا من جهة المعنى لتعذره عادة ولظلمة الليل والنوم وافتراقهم في منازلهم فكيف يجتمعون له حتى يدعوهم ويقرأ عليهم القرآن فينظرون في معجزاته، وأيضا فالزمان ضيق عن فهمهم وتفهيمه لهم التفهيم الذي تقوم به الحجة. الرابعة بعد خروجهم من السد في آخر الزمان فهم في ذلك الزمان كغيرهم من الخلائق مكلفون بشريعة نبينا (صلى الله عليه وآله) بتبليغ صاحب الامر (عليه السلام) ولكن لا يؤمنون على ما قيل والله يعلم حقيقة أحوالهم.
* الأصل:
275 - الحسين بن محمد الأشعري، عن معلي بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:] إن [الناس طبقات ثلاث: طبقة هم منا ونحن منهم، وطبقة يتزينون بنا، وطبقة يأكل بعضهم بعضا] بنا [.
* الشرح:
قوله (ان الناس طبقات ثلاث طبقة هم منا ونحن منهم) أي هم من زمرتنا ونحن من زمرتهم لثبوت المتابعة والانقياد وقبول الهداية والإرشاد وهم الشيعة كلهم (وطبقة يتزينون بنا) وهم أهل الاسلام المنتسبون إلى أجداده (عليهم السلام) لأن الاسلام منهم (عليه السلام) وهم مبادية وان لم تكن تلك الزينة نافعة لهم يوم القيامة لتركهم أعظم أركان الإسلام (وطبقة يأكل بعضهم بعضا) أي يهلك بعضهم بعضا بوضع قوانين الشرك والكفر أو يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة كما قيل وهم سائر الناس ويحتمل أن يراد بالطبقة الأولى خواص الشيعة وخلصهم، وبالثانية: ضعفاؤهم، بالثالثة: سائر الناس والله يعلم.
* الأصل:
276 - عنه، عن معلى، عن الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن عمار بن مروان، عن الفضيل