شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٠
خلفه: يا سليمان بن خالد: لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الأرض خير لهم من ظهرها يومئذ لا يكون لهم في الأرض ناصر ولا في السماء عاذر، ثم انطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبو الدوانيق إلى أبي جعفر (عليه السلام) فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد، فقال له: نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه، وله مدة طويلة والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها وليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت؟ ثم قال: لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عز وجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم وسلط الله عز وجل عليكم عبدا من عبيده أعور - وليس بأعور من آل أبي سفيان - يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ثم قطع الكلام.
* الشرح:
قوله: (ما منع جباركم من أن يأتيني) الجبار: المتمرد العاتي، وقيل: الذي يقهر الخلائق على ما أراد من أمر ونهي (فعذروه عنده) المعذر بالتشديد: المظهر للعذر اعتلالا من غير أن يكون له حقيقة ( قال: نعم يا داود لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثلية ولا سنة إلا ملكتم مثليها) إثبات زيادة المثل لا ينافي زيادة الأكثر منه إلا بمفهوم اللقب وهو ليس بحجة اتفاقا فلا يرد أن مدة ملك بني أمية ثمانون سنة ومدة ملك بني عباس خمسمائة سنة ولعل النكتة في الاقتصار على المثلين بيان أصل الزيادة لا قدرها أو التنبية على سرعة زوال ملكهم كيلا يغتروا به (وليتلقفها الصبيان عنهم كما يتلقف الصبيان الكرة) عند اللعب، والتلقف: الأخذ والتناول بسرعة وفي الكنز: الكرة «گوى كه بصولجان يعنى بچوگان بازند» (لا يزال القوم في فسحة): أي في سعة (من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما. انتهى).
قال الأمين الإسترابادي: يمكن أن يكون المراد ما فعله هارون قتل في ليلة واحدة كثيرا من السادات، ويمكن أن يكون المراد قتلهم المقتولين بفخ وهو موضع قريب مكة والعاذر: اسم فاعل من عذرت له عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غير ملوم (ثم قال: لا تزالون في عنفوان الملك): أي في أوله وأول بهجته ونضارته (ترغدون فيه) في القاموس عيشة رغد ورغد:
واسعة طيبة والفعل كسمع وكرم (وذهب بريحكم) الريح: الغلبة والقوة والنصرة والدولة (وسلط الله عليكم عبدا من عبيده أعور) في النهاية العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وامه أعور وقيل:
إنهم يقولون للردي من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور وللمؤنث منه عوراء (وليس بأعور من آل أبي سفيان) بل المراد به أعور من أولاد الترك وهو هلاكو وقد كان رديا في
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557