«وحسبوا ألا تكون فتنة» قال: حيث كان النبي (عليه السلام) بين أظهرهم «فعموا وصموا» حيث قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ثم تاب الله عليهم» حيث قام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «ثم عموا وصموا» إلى الساعة.
* الشرح:
قوله: (وحسبوا أن لا تكون فتنة. انتهى): أي حسبوا أن لا تكون فتنة في الدين وخروج منه في حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، فعموا عن الدين والهدى وصموا عن استماع الحق عند قبضه (صلى الله عليه وآله) ثم تابوا ورجعوا إلى الحق والهدى، فتاب الله عليهم، وقيل: توبتهم عند قيام علي (عليه السلام) بالخلافة ثم عموا وصموا إلى قيام القائم (عليه السلام)، والمقصود أن حكم الآية كلي صادق على كل من كان على الحق فرجع عنه ثم عاد إليه ثم رجع عنه والمذكورون من هذه الأمة من جملتهم فلا يرد أن الآية في ذم بني إسرائيل بقرينة السابق واللاحق.
* الأصل:
240 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم» قال: الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى بن مريم (عليهما السلام).
* الشرح:
قوله: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم. انتهى) لما اعتدى أهل أيلة في السبت لعنهم داود (عليه السلام) فمسخهم الله خنازير، ولما كفر أصحاب المائدة لعنهم عيسى (عليه السلام) فمسخهم الله قردة، وصرح بعض المفسرين بالعكس والحديث دليل على الأول.
* الأصل:
241 - محمد ين يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمد بن أبي حمزة، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قرأ رجل على أمير المؤمنين (عليه السلام) «فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون» فقال:
بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة: «لا يكذبونك»: لا يأتون بباطل يكذبون به حقك.
* الشرح:
قوله: (قرأ رجل على أمير المؤمنين (عليه السلام): فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) الظاهر أن الرجل أراد بآيات الله أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) وقد روي تفسيرها بهم ولا ينافيه