شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٩
قوله: (قال: نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة أنهم فخروا بالسقاية والحجامة) ضمير أنهم راجع إلى العباس ومن تبعه وكانت له السقاية وإلى شبية ومن تبعد وكانت له الحجامة ومفتاح الكعبة (فأنزل الله عز ذكره أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) تمام الآية «وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم» السقاية والعمارة مصدرا أسقى وعمر فلا يشبهان بأهل لجنة بل لا بد من إضمار تقديره أجعلتم أهل سقاية الحاج كمن آمن، أو أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن، ويؤيد الأول قراءة من قرأ «سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام» والمعنى: إنكار أن يشبه المشركون وأعمالهم المحبطة الفاسدة بالمؤمنين وأعمالهم الصالحة المثبتة، وسبب نزولها ما ذكر في الحديث وليس للعامة أن يقولوا هذه الآية نزلت في ثلاثة رجال، قال أحدهم: سقاية الحاج أفضل، وقال ثانيهم: عمارة المسجد أفضل، وقال ثالثهم: الجهاد بناء على ما رواه مسلم عن النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الاسلام إلا أني أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يوم الجمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيه فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله) الآية، وإنما قلنا ليس لهم أن يقولوا ذلك لأنه قال عياض وهو من أعاظم علمائهم: ما يقتضية قول نعمان أن الآية نزلت عند اختلافهم مشكل لأنها إنما نزلت قبل ذلك مبطلة لمن افتخر من المشركين بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام وافتخر علي (رضي الله عنه) بالإيمان والجهاد فنزلت الآية مصدقة لعلي ومكذبة لهما ويدل على أنها إنما نزلت في المشركين ختمها بقوله تعالى (والله لا يهدي القوم الظالمين) وأيضا فإن الثلاثة الذين هم في الحديث لم تختلفوا في أن السقاية أفضل من الإيمان والجهاد وإنما اختلفوا أي الاعمال أفضل بعد الإيمان وإذا أشكل أنها نزلت عند اختلافهم فيحل الإشكال بأن يكون بعض الرواة تسامح في قوله «فأنزل الله.
الآية» وإنما الواقع أنه (عليه السلام) قرأ على عمر الآية حين سأله مستدلا بها على أن الجهاد أفضل مما قال أولئك فظن الراوي أنها نزلت إنتهى كلامه بعبارته.
قيل: ما فهم من الآية تفضيل الجهاد والرد بها على المشركين فإنها إنما دلت على نفي المساواة بين أمرين وهو لا يدل على تعيين الأرجح منهما ولذا تجده يدل على تعيين الأرجح من الأمرين بعد نفي المساواة بينهما كما في قوله تعالى: (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557