إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اشتكى الواهنة أو كان به صداع أو غمرة بول فليضع يده على ذلك الموضع وليقل: «اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم».
* الشرح:
قوله: (من اشتكى الواهنة) بالنون: ريح تأخذ في المنكبين أو في العضد، وفي أكثر النسخ الواهية بالياء المثناة التحتانية: وهي الجراحة والدمل والخراج وغيرها مما يخرج في البدن من القروح وفي القاموس، الوهي: الشق في الشيء وهي كوهي وولي تخرق وانشق واسترخى رباطه (أو كان به صداع) وهو بالضم: وجع الرأس، والهمزة ليست في بعض النسخ (أو غمرة بول) غمرة الشيء بالراء المهملة: شدته ومزدحمه، وغمر الماء غمرة وغمورة كثر ولعل المراد بها حرقة البول أو سلسه (فليضع يده على ذلك الموضع) الأولى وضع اليمنى عليه (وليقل اسكن سكنتك بالذي سكن له) أي لأمره وحكمه (ما في الليل والنهار وهو السميع العليم) باء القسم متعلق بالفعلين من باب التنازع وذكر الموصول للإشعار بصلته إلى المقصود والرغبة في حصوله، وفي ذكر هذين الوصفين به تعالى حث لمن طلب منه السكون عليه لأنه لا يرد مطلوبه بعد تذكيره بأنه تعالى يسمع ويعلم ما جرى بينهما، واستبعاد الخطاب إلى الجوع مدفوع بأنه عز وجل قادر على إسماعه وإفهامه والله على كل شيء قدير.
* الأصل:
218 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي بصير، والحسن ابن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحزم في القلب، والرحمة والغلظة في الكبد، والحياء في الرية وفي حديث آخر لأبي جميلة: العقل مسكنه في القلب.
* الشرح:
قوله: (قال: الحزم في القلب) لعل المراد بالقلب هنا الجسم الصنوبري النابت في الصدر، والحزم:
ضبط الرجل أمره والحذر من فواته من قولهم حزمت الشيء: أي شددته 0 (والرحمة والغلظة في الكبد) هو بالفتح والكسر وككتف معروف، والرحمة تحرك الرقة والمغفرة والتعطف والغلظة ضد الرقة وفي كنز اللغة الكبد «جگر» والغلظة «سختى وبي رحمي» (والحياة في الرية) الحياء حالة للنفس مانعة من القبايح لأجل خوف اللوم ولا ريب في أن تلك الأحوال عارضة للنفس الناطقة لعل الوجه هو الإشارة إلى أنها أحوال مادية عارضة لها من حيث تعلقها بتلك الأعضاء وتصرفها فيها كما أن لها أحوال عارضة فايضة من المبدأ من حيث أنها مجردة وإليه أشار الفاضل الأمين الأسترآبادي حيث