سائر جسدها ثم استوت قائمة على الأرض.
فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح: ما أسرع ما أجابك ربك، ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلها فسأل الله عز وجل ذلك فرمت به فدب حولها فقال لهم: يا قوم أبقى شيء؟ قالوا: لا، انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر وكذب قال: فانتهوا إلى الجميع فقال الستة: حق وقال الجميع: كذب وسحر قال: فانصرفوا على ذلك، ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها.
قال ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له: سعيد بن يزيد فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام قال: فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.
* الشرح:
قوله: في حديث صالح (كيف كان مهلك قوم صالح) مهلك بالكسر: مصدر هلك، كضرب ومنع ( فاتعدوا اليوم) وعدة واتعده بمعنى (فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم) أي ظهر بلدهم وفي بعض النسخ إلى ظهورهم (وقالوا لأصنامهم لئن لم تجيبين صالحا اليوم لتفضحن) فضحه فافتضح: إذا انكشف مساوية والاسم الفضيحة وفي بعض النسخ لتفضحنا (فانتدب له منهم سبعون رجلا) فأجاب يقال ندبته فانتدب أي دعوته فأجاب قالوا (يا صالح ادع لنا ربك يخرج لنا ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء بين جنبيها ميل) الناقة الشقراء: ما كانت حمرتها شديدة صافية، والعبراء: ما كان لها وبر كثير، والعشراء بالضم وفتح الشين والمد: ما أتى على حملها عشرة أشهر أو ثمانية أشهر، وقيل شهران ثم اتسع فقيل لكل حامل عشراء وأكثر ما يطلق على الإبل والخيل (ثم لم يفجأهم الا رأسها قد طلع) الفجأة: «ناگاه در آمدن» وفعلها من باب سمع ومنع (فما استتمت رقبتها حتى اجترت) الجرة بالفتح: ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه يقال اجتر البعير يجتر قوله (كذبت ثمود بالنذر): جمع نذير كرغف جمع رغيف، وثمود: اسم قبيلة، وهم قوم صالح (عليه السلام) (قالوا أبشرا منا واحدا) أي منفردا لا تبع له أو من آحاد الناس وأوساطهم دون أشرافهم وهو منصوب بفعل مقدر يفسره.
* الأصل:
214 - علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:» «كذبت ثمود بالنذر * فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر * ءالقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر» قال:
هذا كان بما كذبوا به صالحا، وما أهلك الله عز وجل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك