الأفاضل صعد إلى جبل يقال له قارة وكان صالح قال لهم: أدركوا الفصيل يرفع عنكم العذاب، فلم يقدروا عليه وانفتحت الصخرة فدخلها (فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية ولا شيء إلا أهلكه الله) النعيق: الصوت والصياح، يقال: نعق الراعي بغنمه إذا صاح والغراب إذا صوت وفيه مبالغة في إحاطة العذاب حتى أنه لم يبق واحد من ذي روح ولا شيء من أموالهم إلا أهلكه.
* الأصل:
215 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد من أصحابنا عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن الزبير قال: حدثني فروة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذاكرته شيئا من أمرهما فقال: ضربوكم على دم عثمان ثمانين سنة وهم يعلمون أنه كان ظالما فكيف يا فروة إذا ذكرتم صنميهم.
* الشرح:
قوله: (قال ذاكرته شيئا من أمرهما) أي من أمر الأول والثاني وظلمهما على أهل البيت (عليهم السلام) وثمانون سنة هي مدة سلطان بين أمية (فكيف يا فروة إذا ذكرتم صنميهم) أي معبوديهم الأول والثاني لأنهم كانوا يعتقدون بهما ويصفونهما بالعدل فتعصبهم لهما أشد من تعصبهم لعثمان وفيه حث على التقية منهم.
* الأصل:
216 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن سدير قال: كنا عند أبي جعفر (عليه السلام) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم (صلى الله عليه وآله) واستذلالهم أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال رجل من القوم: أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): ومن كان بقي من بني هاشم؟! إنما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام: عباس وعقيل وكانا من الطلقاء، أما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما.
* الشرح:
قوله: (وكانا من الطلقاء) لأنه (صلى الله عليه وآله) خلى عنهما في فتح بدر وأطلقهما ولم يسترقهما والطليق: فعيل بمعنى مفعول وهو الأسير إذا أطلق سبيله (ولو كان شاهديهما لأتلفا نفسيهما) الضمير في نفسيهما راجع إلى الأول والثاني لا إلى حمزة وجعفر لدلالة السابق عليه ولئلا يلزم تفكيك الضمير.
* الأصل:
217 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن