* الشرح:
قوله: (فيعجنه بالعسل ويأخذه) الضمير لكل واحد والعجن: التخليط والاعتماد باليدين على الأرض عند النهوض ومنه يقال عجنه إذا اعتمد على يديه يجمع كفيه يغمزه كما يعتمد الكبير عند النهوض بيديه على الأرض فهو عجين ومعجون وفيه تنبيه على أنه ينبغي أن يخلطه على وجه يحصل للمجموع مزاج تركيبي ثم يأخذه أي يأكله.
* الأصل:
229 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن يحيى، عن أخيه العلاء، عن إسماعيل بن الحسن المتطبب قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل من العرب ولي بالطب بصر وطبي طب عربي ولست آخذ عليه صفدا؟ فقال: لا بأس، قلت: إنا نبط الجرح ونكوي بالنار؟
قال: لا بأس، قلت: ونسقي هذه السموم الاسمحيقون والغاريقون؟ قال: لا بأس، قلت: إنه ربما مات؟ قال: وإن مات. قلت: نسقي عليه النبيذ؟ قال: ليس في حرام شفاء، قد اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له عائشة: بك ذات الجنب: فقال أنا أكرم على الله عز وجل من أن يبتليني بذات الجنب، قال: فأمر فلد بصبر.
* الشرح:
قوله: (عن إسماعيل بن الحسن المتطبب) في القاموس الطب مثلثة الطاء: علاج الجسم والنفس يطب ويطب بالكسر: الشهوة والإرادة، والشأن وبالفتح الماهر الحاذق بعمله كالطبيب والمتطيب المتعاطي علم الطب (ولي بالطب بصر) أي علم وبصر القلب نظره وخاطره والبصير: العالم (وطبي طب عربي) أعرف به الأدوية المعروفة بين مهرة الأعراب للأمراض (ولست آخذ عليه صفدا): أي أجرا على شرط أو مطلقا والصفد محركة العطاء والوثاق (قلت: أنا نبط الجرح ونكوي بالنار قال: لا بأس البط) شق الدمل والجراحة ونحوهما والجراحة ونحوهما والجرح بالضم: واحد الجروح، وبالفتح: مصدر وليس بمراد هنا وفيه تجويز للكي إذا ظنت منفعته ودعت إليه حاجة والنهى عنه في بعض المواضع إنما هو إذا وجد عنه غني وينبغي أن يؤخر العلاج به حتى تدعو الضرورة إليه لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف منه ومن المشهور آخر الدواء الكي (قلت ونسقي) المريض (هذه السموم الأسمحيقون والغاريقون) في الأمراض التي نظن أنهما نافعان لها بالتجربة وفي القاموس غاريقون أو أغاريقون: أصل نبات أو شيء يتكون في الأشجار المسوسة، ترياق للسموم، مفتح مسهل للخلط الكدر مفرح صالح للنسا والمفاصل ومن علق عليه لا تلسعه عقرب.
(قال: لا بأس، قلت: انه ربما مات قال: وإن مات) فيه تجويز للطبيب الماهر الحاذق علما وعملا في المعالجة وإن انجرت إلى الموت لكن بشرط تشخيص المرض وسببه مع عدم