شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٦
* الشرح:
قوله: (حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت ومن أبوك وما أصلك) افتخر عمر على سلمان بشرف آبائه ولم يعلم أن الشرف كل رجل بأفعال شريفة وأخلاق كريمة وأن شرف الآباء لو كان لا ينفعه وأن العبد الحبشي لو كان له دين ومروة وعقل وتقوى وورع خير من رجل قرشي لم يكن له، ذلك وأنه ليس للانسان إلا ما سعى، وأجاب سلمان بأمور دلت على تذلله وتواضعه لله تعالى، والشكر على نعمه وهي نسبه المشعر بالعبودية والهداية بعد الضلالة التي هي الخروج من دين الحق أو الجهل بالأحكام الشرعية والغنى بعد العيلة، والفقر والعتق بعد الملك، والمراد به: العتق المعروف حمله على العتق من قيد النفس الأمارة بعيد ومما يناسب ذكره في هذا المقام ما ذكره القرطبي قال «سلمان يكنى أبا عبد الله (عليه السلام) وكان ينسب إلى الإسلام فيقول أنا سلمان بن الإسلام ويعد من موالي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه أعانه بما كوتب عليه فكان سبب عتقه، وكان يعرف بسلمان الخير، وقد نسبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيته فقال: سلمان منا أهل البيت، وأصله فارسي من رامهرمز قرية يقال لها جي وقيل: بل من أصبهان وكان أبوه مجوسيا فنبهه الله تعالى على قبح ما كان عليه أبوه وقومه وجعل في قلبه التشوق إلى طلب الحق فهرب بنفسه إلى أن وصل إلى الشام فلم يزل يجول في البلدان ويختبر الأديان ويكتشف الأحبار والرهبان إلى أن دل على واهب الوجود فوصل إلى المقصود بعد مكابدة عظيمة انتهى وسنذكر تفصيل أحواله إن شاء الله تعالى.
(فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش إن حسب الرجل دينه) في المصباح الحسب بفتحتين: ما يعد من المآثر وهو يكون في الإنسان وإن لم يكن لآبائه شرف، ورجل حسيب: كريم في نفسه، ولا ريب في أن الدين والعمل بما فيه أشرف المآثر والمفاخر (ومروءته خلقه) في المصباح، المروءة:
آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، يقال:
مرؤ الإنسان فهو مريء، مثل قرب فهو قريب أي ذو مروءة قال الجوهري وقد شدد فيقال مروة (وأصله عقله) إذ به يتم كماله وحقيقته وينتسب إلى الأنبياء والأوصياء وقد أشار (صلى الله عليه وآله) أن مزية الإنسان وشرفه بهذه الأمور الثلاثة لا بالنسب وشرف الآباء وشهرتهم (قال الله عز وجل إنما خلقناكم من ذكر وأنثى): أي: من رجل وامرأة وهما آدم وحوا عليهما السلام أو المراد بهما الأب والأم لكل واحد فالكل سواء في ذلك فلا وجه للتفاخر بالنسب والتعيير والاعتياب به والخطاب لجميع الناس من العرب والعجم والذكر والأنثى والحر والعبد (وجعلناكم شعوبا وقبائل) الشعب بالفتح: ما انقسمت فيه قبائل العرب، والجمع شعوب مثل فلس وفلوس ويقال الشعب: هو الحي
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557