عقيل وأنه لم يرض بما فعله العالم الراباني حتى توسل بمعاوية كما هو المشهور وعلى كمال عدل أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث لم يفضل القريب على البعيد والشريف على غيره (وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوى) أي ما فضلك على الأسود لما افتخر عقيل بشرف النسب وكرم الأصل زجره (عليه السلام) عن ذلك وأشار إلى أن التفاضل بين الناس إنما هو بالإيمان والاعمال أو بتقوى الله الذي يتحقق بترك الدنيا ورفض الأهواء النفسانية والمعاصي لا بالأنساب.
* الأصل:
205 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الصفا فقال: يا بني هاشم! يا بني عبد المطلب!
إني رسول الله إليكم وإني شفيق عليكم وإن لي عملي ولكل رجل منكم عمله لا تقولوا: إن محمدا منا وسندخل مدخله، فلا والله ما أوليائي منكم ولا من غيركم يا بني عبد المطلب إلا المتقون.
ألا فلا أعرفكم يوم القيامة تأتون تحملون الدنيا على ظهوركم ويأتون الناس يحملون الآخرة، ألا إني قد أعتذرت إليكم وفيما بيني وبينكم وفيما بيني وبين الله عز وجل فيكم.
* الشرح:
قوله: (ويأتيني الناس يحملون الآخرة) هم الذين رفضوا الدنيا وحيها وتزينوا بحب الآخرة وأعمالها (ألا إني قد أعذرت إليكم فيما بيني وبينكم وفيما بيني وبين الله عز وجل فيكم) أعذر في الأمر: أبدى عذرا وبالغ وفي المثل، اعذر من أنذر يقال: ذلك لمن يحذر أمرا يخاف سواء حذر أم لم يحذر كذا في المصباح ولعل المراد إني أبديت عذرا يرتفع عني اللوم فيما بيني وبينكم من أن القرابة لا تنفعكم وفيما بيني وبين الله عز وجل فيكم من تبليغ ما هو المطلوب منكم وهو التقوى وغيرها.
* الأصل:
206 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: رأيت كأني على رأس جبل والناس يصعدون إليه من كل جانب حتى إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتى لم يبق منهم أحد إلا عصابة يسيرة ففعل ذلك خمس مرات في كل ذلك يتساقط عنه الناس ويبقي تلك العصابة أما إن قيس بن عبد الله بن عجلان في تلك العصابة قال:
فما مكث بعد ذلك إلا نحوا من خمس حتى هلك.
* الشرح: