شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٤٥
النسخ: دنت بالنون (من عصاه فأكلت منسأته فانكسرت وخر سليمان (عليه السلام) إلى الأرض) الأرضة بالتحريك دابة معروفة تأكل الخشبة والمنسأة كمكنسة العصا من نسأت البعير إذا طردته لأنه يطرد بها (أفلا تسمع لقوله عز وجل (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)) زعموا أنهم يعلمون الغيب وكانوا يدعونه عند الناس فأظهر الله تعالى كذبهم فإنهم لو علموا الغيب لعلموا موته حين وقوعه فلم يلبثوا بعده حولا في العذاب المهين.
* الأصل:
115 - ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا وغطى رأسه بثوبه لا يراه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل الله عز وجل: (ألا أنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون).
* الشرح:
قوله (إن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا) أي حنى ظهره وعطفه وخفض رأسه وهكذا إشارة إلى صورة فعله ولعل صدور هذا الفعل منه لكمال عداوته إن كان قبل النهي عن دخول المشركين في المسجد، أو للخوف من النبي (صلى الله عليه وآله) إن كان بعده ثم هذا الفعل يمكن أن يكون قبل الهجرة وبعدها في طواف العمرة أو في حجة الوداع، والآية على التقادير مكية، وعلى الأخيرين يمكن أن يراد بالمشركين المنافقون كما ذهب إليه بعض المفسرين، ولا يرد عليه ما أورده القاضي من أن هذا القول منظور فيه لأن الآية مكية والنفاق إنما حدث في المدينة فليتأمل (يعلم ما يسرون) من الشرك والعداوة والنفاق (وما يعلنون) من قبايح الأعمال وفضايح الأفعال والأقوال فيجزيهم على كل منهما.
* الأصل:
116 - ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق الجنة قبل أن يخلق النار وخلق الطاعة قبل أن يخلق المعصية وخلق الرحمة قبل الغضب وخلق الخير قبل الشر (1) وخلق الأرض قبل السماء وخلق الحياة قبل الموت وخلق

(1) قوله «وخلق الخير قبل الشر» إشارة إلى قاعدة معروفة بإمكان الأشرف في فن المعقول. وكل شيء هو أشرف وأكمل لابد أن يكون أقرب إلى الله تعالى ولذلك يقولون أول ما خلق الله العقل لأن العقل أشرف مما ليس بعاقل، والروحانيون خلقوا قبل الجسمانيين لأنهم أشرف وهكذا ثم أن الغضب والمعصية والشر وأمثالها مجعولة بالعرض وما بالعرض مؤخر عما بالذات، والله تعالى خلق الناس وركب فهم أسباب الطاعة، ومنها أنه خلقهم مختارا وجعل فيهم الشهوة والغضب وهما من أسباب الطاعة أيضا فصرفهما العبد بمقتضى الاختيار في معصية الله تعالى ولم يجعل الله هذه الطبايع لمعصية الله تعالى بل للطاعة فصرفها إلى المعصية بالعرض.
والاختيار مجعول في جبلة الناس لمصلحة بعناية الله تعالى وهو خير ذاتا، وصرفه إلى المعصية والشر بالعرض، وهذا مذهب الإلهيين، وأما الماديون والملاحدة فيعتقدون خلاف ذلك وهو أن الحياة متأخرة عن المواد الجامدة وإنما حصلت بتركيب العناصر والعقل متأخر عن الحياة المطلقة وإنما وجد في الإنسان بخاصية ومزاج في دماغه ولو لم يكن تركيب وجسم وعناصر لم يكن عقل، وبالجملة العقل والحياة عند هؤلاء عرض من أعراض الأجسام ولم يكن أول الخلقة عقل ولا حياة وكان الموت قبل الحياة والظلمة قبل النور وهكذا. (ش)
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557