النسخ: دنت بالنون (من عصاه فأكلت منسأته فانكسرت وخر سليمان (عليه السلام) إلى الأرض) الأرضة بالتحريك دابة معروفة تأكل الخشبة والمنسأة كمكنسة العصا من نسأت البعير إذا طردته لأنه يطرد بها (أفلا تسمع لقوله عز وجل (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)) زعموا أنهم يعلمون الغيب وكانوا يدعونه عند الناس فأظهر الله تعالى كذبهم فإنهم لو علموا الغيب لعلموا موته حين وقوعه فلم يلبثوا بعده حولا في العذاب المهين.
* الأصل:
115 - ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا وغطى رأسه بثوبه لا يراه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل الله عز وجل: (ألا أنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون).
* الشرح:
قوله (إن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا) أي حنى ظهره وعطفه وخفض رأسه وهكذا إشارة إلى صورة فعله ولعل صدور هذا الفعل منه لكمال عداوته إن كان قبل النهي عن دخول المشركين في المسجد، أو للخوف من النبي (صلى الله عليه وآله) إن كان بعده ثم هذا الفعل يمكن أن يكون قبل الهجرة وبعدها في طواف العمرة أو في حجة الوداع، والآية على التقادير مكية، وعلى الأخيرين يمكن أن يراد بالمشركين المنافقون كما ذهب إليه بعض المفسرين، ولا يرد عليه ما أورده القاضي من أن هذا القول منظور فيه لأن الآية مكية والنفاق إنما حدث في المدينة فليتأمل (يعلم ما يسرون) من الشرك والعداوة والنفاق (وما يعلنون) من قبايح الأعمال وفضايح الأفعال والأقوال فيجزيهم على كل منهما.
* الأصل:
116 - ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق الجنة قبل أن يخلق النار وخلق الطاعة قبل أن يخلق المعصية وخلق الرحمة قبل الغضب وخلق الخير قبل الشر (1) وخلق الأرض قبل السماء وخلق الحياة قبل الموت وخلق