وفيه نظر لأن التقية في ذلك الوقت كانت شديدة والفرق بين محمد وبين (م ح م د) ظاهر إذ لا مجال لإنكار إرادة الاسم في الأول بخلاف الثاني لجواز أن يقال المراد هو حروف التهجي المركب من هذه الحروف ألا ترى أنك إذا قلت: محمد فأخذ أحد بلبتك وقال: من مسمى هذا الاسم؟ لا سبيل لك إلى الإنكار بخلاف ما إذا قلت: م ح م د. فليتأمل.
قوله (في سنة ست وخمسين ومائتين) قال بعض أئمة الرجال: ولد المهدي محمد بن الحسن (عليهم السلام) يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين، وأمه ريحانة، ويقال لها نرجس، ويقال لها صيقل، ويقال لها سوسن، ووكيله عثمان بن سعيد العمري أبو عمرو وهو أول من نصبه العسكري (عليه السلام)، وقالوا: قتل المعتمد لعنه الله الحسن بن علي العسكري (عليهم السلام) بالسم يوم الرابع من ربيع الأول سنة ستين ومائتين ومنه يظهر سنه الشريف في حياة أبيه (عليه السلام).
* الأصل:
6 - علي بن محمد، عن الحسين ومحمد ابني علي بن إبراهيم، عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي - من عبد قيس - عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال:
أتيت سامرا ولزمت باب أبي محمد (عليه السلام) فدعاني، فدخلت عليه وسلمت فقال: ما الذي أقدمك؟
قال: قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: فالزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم، ثم صرت اشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال، قال: فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال؟ فسمعت حركة في البيت، فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت علي جارية معها شيء مغطى، ثم ناداني: أدخل، فدخلت، ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (عليه السلام).
* الشرح:
قوله (قال أتيت سامرا) بفتح الميم وتشديد الراء مع القصر وبكسر الميم وتخفيف الراء مع المد وهي المدينة التي بناها المعتصم وانتقل إليها وتسمى أيضا سر من رأى بضم السين وفتح الراء وبفتحها، وسار من رأى.
قوله (قلت رغبة في خدمتك) الظاهر أن «رغبة» بالرفع فاعل الفعل محذوف أي أقدمني رغبة في خدمتك.
قوله (إذا كان في دار الرجال) أي في دار يدخل فيها الرجال وهي التي يقال بالفارسية ديوان