كتاب.
قوله (وقال إنهم إن يخرجوكم) وفيه أيضا دلالة واضحة على ما ذكرنا، وتعريض لمن عاداهم بأنهم يخرجون من تبعهم من باب الهدى ويدخلونهم في باب الضلالة كما ترى من أئمة الجور وأمراء الجهل بالنسبة إلى تابعيهم.
قوله (لادعاها آل فلان وآل فلان) أي آل تيم وآل عدي. جواب الشرط وهو «سكت ولم يبين» فإن قلت: القاعدة العربية يقتضي انتفاء ادعائهما عند وقوع البيان وعدم السكوت; والواقع خلافه، قلت: تقدير الجواب لا يكن الادعاء أو لتوجه الادعاء أو كان للادعاء وجه للنسبة والقرابة البعيدة، وأما حمل الآلين على غير ما مر فبعيد جدا فتأمل.
قوله (ولكن الله عزوجل أنزله) أي أنزل بيان أهل بيته وتفسيرهم تصديقا له فيما قال من أنهم لا يفارقون الكتاب، ولا يخرجونكم من باب الهدى، ولا يدخلونكم في باب ضلالة لأن المطهر من الرجس كله شأنه ذلك، وفي بعض النسخ. أنزل بدون الضمير، والمفعول حينئذ قوله «إنما يريد الله».
قوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
نفى الرجس عنهم على وجه المبالغة حيث أكد ذلك بوجوه: الأول «إنما» الدال على الحصر والتأكيد، الثاني لام التأكيد في ليذهب، الثالث لفظ الإذهاب الدال على الإزالة بالكلية، الرابع التعريف بلام الجنس الذي يستلزم نفيه نفي جميع جزئياته. الخامس الإتيان بالمضارع الدال على الاستمرار، السادس تقديم الظرف على المفعول الدال على كمال العناية والاختصاص، السابع الإتيان بأهل البيت لا بأسمائهم تعظيما لهم، الثامن النداء على وجه الاختصاص، التاسع الإتيان بالتطهير الدال على التنزيه عن كل دنس، العاشر الإتيان بالمصدر تأكيدا.
قوله (فكان علي والحسن والحسين) أشار بذلك إلى أن الآية الكريمة نزلت في شأن هؤلاء الطاهرين لا في شأن الزوجات كما يتوهم بالنظر إلى ما قبلها وما بعدها ويدل على بطلان هذا التوهم أمور: الأول أنه أخرج أم سلمة عنها ولو كان المراد الزوجات لدخلت فيها، الثاني أنه أشار إلى علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) بقوله «اللهم هؤلاء أهل بيتي» وهذا يدل على أنهم المقصودون من أهل البيت دون غيرهم، الثالث أن «يطهركم» و «عنكم» يدل على ما ذكرنا إذ لو كان المراد الزوجات لقيل عنكن ويطهركن، الرابع أن نفي حقيقة الرجس المستلزم لنفي جميع أفراده على العموم صريح في المطلوب لأن نفيه على هذا الوجه عبارة عن العصمة، فيمتنع دخول الزوجات في الخطاب لعدم عصمتهن. وبهذا يندفع ما يتوهم من أن دخول الزوجات في الخطاب