المذكور جائز من باب التغليب.
واعلم ان روايات العامة أيضا دلت على أن هذه الآية الشريفة نزلت في شأن هؤلاء الطاهرين.
روى مسلم في صحيحه (1) بإسناده عن عائشة قالت: «خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» قال عياض: المرط: كساء والجمع مروط، ومرحل بالحاء المهملة ويروى بالجيم أي فيه صورة الرجال أو صور المراجل وهي القدور ويقال: ثوب مرحل بالإضافة وثوب مرحل بالوصف.
وقال القرطبي: هذا قول الشارحين ويظهر لي أن المراد به أنه ممشوط خمله ربيدة لأنه (صلى الله عليه وآله) كيف يلبس ما فيه الصور وقد نهى عن ذلك وهتك الستر الذي هي فيه وغضب عند رؤيته، ثم قال القرطبي: الآية تدل على أن المراد بأهل البيت المعظمون الذين عظمهم النبي (صلى الله عليه وآله) بإدخالهم في مرطه.
قال ابن عطية: قال ابن عباس وعكرمة: المراد بأهل البيت زوجاته، وقال الجمهور: المراد من أدخلهم معه في المرط لا غير لأحاديث وردت ولقوله تعالى: (ويطهركم) ولو أراد الزوجات لقال ويطهركن، ولحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ونزلت هذه الآية في وفي علي وفاطمة والحسن والحسين» وقال بعض الشافعية: أهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز فاستعمل فيمن يجمعه وإياهم نسب ثم نص في الحديث ما ذكر.
أقول: الأحاديث في قول ابن عطية «لأحاديث وردت» منها ما أشار إليه من حديث أبي سعيد الخدري، ومنها ما رواه صاحب كتاب الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني عن الثعلبي من طرق منها عن أم سلمة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لفاطمة: «إيتيني بزوجك وابنيك فأتت بهم فألقى عليهم كساء، ثم رفع يده عليهم فقال: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه وقال: إنك لعلى خير» ومنها ما رواه أحمد بن حنبل والثعلبي بإسنادهما عن واثلة بن الأسقع قال: «جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم