أمر به النبي ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، ولعل المراد بها هنا جميع ذلك كما هو الظاهر أو ما يتعلق به أمر الخلافة بقرينة المقام.
قوله (شيئا شيئا وحرفا حرفا) يريد أن فيها جميع وقائعهم ونوائبهم، ويحتمل أن يراد بالشيء الوقايع الكلية وبالحرف الوقائع الجزئية والتكرار لإفادة الشمول في كليهما.
قوله (أما سمعت) استشهاد لما ذكر من أن في كتاب الوصية جميع ذلك.
قوله (إنا نحن نحيي الموتى) أي إنا نحن نحيي الموتى بالبعث أو الهداية ونكتب ما قدموا من الأعمال مطلقا وآثارهم من علم أظهروه وظلم أسسوه وغير ذلك كل شيء أحصيناه في إمام مبين وهو كتاب الوصية، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: صحيفة الأعمال، والجميع محتمل.
قوله (فقالا بلى بقبوله) أي بلى فهمناه وقبلناه متلبسين بقبوله في الواقع والآن، وليس قوله «بقبوله» في أكثر النسخ.
قوله (وصبرنا) معطوف على الفعل المفهوم من قوله بلى، وكون الواو للحال بتقدير قد بعيده.
قوله (وفي نسخة الصفواني زيادة) هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال ثقة. أو أبو عبد الله عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني المذكور في إعلام الورى وغيره في فضل كرامات الرضا (عليه السلام) والله أعلم.
* الأصل:
[5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن أبي عبد الله البزاز، عن حريز قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما أقل بقاءكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس إليكم؟! فقال: إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما أمر به عرف أن أجله قد حضر. فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله) ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله وأن الحسين (عليه السلام) قرأ صحيفته التي أعطيها، وفسر له ما يأتي بنعي وبقي فيها أشياء لم تقض، فخرج للقتال وكانت تلك الأمور التي بقيت أن الملائكة سألت الله في نصرته، فأذن لها ومكثت تستعد للقتال وتتأهب لذلك حتى قتل فنزلت وقد انقطعت مدته وقتل (عليه السلام)، فقالت الملائكة: يا رب أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته، فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله إليهم: أن الزموا قبره حتى تروه وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته فإنكم قد خصصتم بنصرته وبالبكاء عليه، فبكت الملائكة تعزيا وحزنا على ما فاتهم من نصرته، فإذا خرج يكونون أنصاره].
* الشرح: