والناصبين لآل محمد (عليهم السلام) لأنهم بسبب الجهل المركب خرجوا عن القابلية للتعلم فضلا عن القابلية للتعليم، وعلى أن الشرف والكمال للناس بالعلم لا بالجاه والمال والنسب وعلى أن الأعلم وكل من كان أكثر رواية عنهم (عليهم السلام) ولو بواسطة ينبغي تقديمه على العالم والعالم على الجاهل (1) كل ذلك لترجيح الفاضل على المفضول والأشرف على الأخس، فلا قدر للجاهل لأنه رذل خسيس دني وإن كان ذا مال ونسب معروف لقول النبي (صلى الله عليه وآله): «ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب» (2)، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم» (3)، يقال: أرذل الله عبدا واسترذله أي جعله رذلا، وهو الخسيس الدني ولتشبيهه تعالى له تارة بالأنعام فقال: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) وتارة بالكلب، فقال: (مثلهم كمثل الكلب...) الآية.
وبالجملة: رذالة الجاهل وعدم اعتباره وسفالة حاله مما دل عليه كثير من الآيات الكريمة والروايات الصحيحة. وسر ذلك أن المقصود من خلق الإنسان ليس ذاته (4) من حيث هو بل العلم