باب حق العالم * الأصل:
1 - علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان، خلافا لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شيء والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله».
* الشرح:
(علي بن محمد بن عبد الله) وجه من وجوه أصحابنا، ثقة.
(عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري) من أولاد جعفر الطيار (رضي الله عنه) ثقة من أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام).
(عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال) لما كان العالم أبا روحانيا لك وله عليك حق التقدم والتعليم والتربية حيث يشفيك عن أسقام الضلالة والجهالة، وينجيك من آلام الغباوة والغواية، ويهديك إلى مجاورة المقدسين، ويدعوك إلى مصاحبة المقربين وجب عليك تعظيمه وتوقيره ورعاية أدبه وترك الإكثار في السؤال مطلقا، سواء كان زائدا على القدر الذي تحمل به أو تحفظه أو تضبطه أو لا، وسواء كان قصدك في الإكثار نفاد ما عنده أو إظهار خطئه أو عجزه أو لا; لأن ذلك قد يؤذيه ويؤلمه إلا أن تعلم أنه يريد ذلك، ومن جعل لفظ «عليه» متعلقا بالسؤال وجعل «على» للضرر، وقال: المراد بالسؤال عليه الإيراد والرد عليه، يرد عليه: أن السؤال على هذا الوجه قليله وكثيره، سواء في تعلق النهي به فلا وجه لتعلقه بالإكثار فقط.
(ولا تأخذ بثوبه) لا في وقت السؤال ولا في غيره; لأن ذلك استخفاف له وسوء أدب منك.
(وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم) بأن تخاطبه وتقول:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا فلان، وتسميه بأشرف أسمائه وتصبر حتى يرد عليك السلام، ثم تخاطب القوم وتقول: السلام عليكم، وقد فعل مثل ذلك بعض الصلحاء المقربين حين دخل