(إلا الكف عنه والتثبت) أي عدم الأخذ به قولا وفعلا واعتقادا وعدم المبادرة إلى إنكاره بل اللازم عليكم التثبت.
(والرد إلى أئمة الهدى) الذين حازوا كل كمال ومكرمة بإلهام إلهي وفازوا بكل فضيلة ومنقبة بتعليم نبوي وتقدسوا عن كل رذيلة ومقدرة بتقديس رباني فعلموا ما كان وما يكون وما تحتاج إليه الامة إلى قيام الساعة.
(حتى حملوكم فيه على القصد) أي على العدل والعلم والقول والفعل والعقد وهو الوسط بين طرفي الإفراط والتفريط.
(ويجلوا عنكم فيه العمى) أي يكشفوا عنكم عمى بصيرتكم ويوضحوا لكم سبيل هدايتكم لتشاهدوه بنظر صحيح وتأخذوه بنص صريح.
(ويعرفوكم فيه الحق) لئلا تزيغ عنه قلوبكم ولا تميل إلى الباطل صدوركم فتخلصوا من الاقتحام في الشبهات والتورط في الهلكات، ثم علل وجوب الرد إليهم بقوله:
(قال الله تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) أهل الذكر هم العترة من نبينا (صلى الله عليه وآله) الذين جعلهم الله تعالى هداة إلى صراطه في بيداء الضلالة ودعاة إلى حضرة قدسه في ظلمات الجهالة وقارن طاعتهم بطاعة الرسول وطاعته، فقال جل شأنه: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)، قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في تفسير هذه الآية: «الذكر محمد ونحن أهله المسؤولون» (1).
* الأصل:
11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «وجدت علم الناس كله في أربع: أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك».
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري) هو سليمان بن داود.
(عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وجدت علم الناس كله في أربع) أي العلم النافع الذي لا تحصل النجاة إلا به (2).