لجميل: «ما سمعت مني فاروه عن أبي».
* الشرح:
(وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟) فهل يجوز ذلك؟ وهل هما سواء؟
(قال: سواء) أي الروايتان متساويتان لا تفاوت بينهما، وذلك لأنه (عليه السلام) من أبيه وأباه منه، وهما من نور واحد ومعدن واحد ينتهي إليه سلسلة العلوم كلها ولا اختلاف في أحاديثهم فما يقول به الأول يقول به الآخر وبالعكس (1).
(إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي) متعلق بكلا السماعين وتخصيصه بالأخير لدفع توهم السماع من المروي عنه بخصوصه بعيد وإنما أحب ذلك لقصد تعظيم أبيه أو لأنه أخذ العلم من أبيه، فالأصل أولى بالنقل عنه أو لقرب إسناده إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) وله تأثير عظيم في القبول عند الناس أو لوقوف بعض الناس على أبيه، فمن قال بإمامة الابن قال بإمامة الأب دون العكس، أو لرفع الخوف والاشتهار عن نفسه ولا يتصور ذلك في الأب لموته (عليه السلام).
(وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لجميل) يحتمل أن يكون من كلام أبي بصير وأن يكون حديثا آخر من المصنف بحذف الإسناد.
(ما سمعت مني فاروه عن أبي) وجهه ما عرفت، وفيهما دلالة على جواز رواية المسموع من أحد من الأئمة (عليهم السلام) عن الآخر بل عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، ثم الظاهر أن جواز الرواية كذلك فيما إذا لم يكن بين الراوي والمعصوم المسموع منه واسطة، وأما إذا كان بينهما واسطة فجواز ذلك محل تأمل.
* الأصل:
5 - وعنه، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم فأضجر ولا أقوى، قال: «فاقرأ عليهم من أوله حديثا، ومن وسطه حديثا، ومن آخره حديثا».
* الشرح: