أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا فقال المأمون: ما أحسن هذا؟! هذا من قاله لبعض فتياننا قال: فأنشدني عن أحسن ما رويته في إستجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال عليه السلام:
وذي غلة سالمة فقهرته * فأوقرته مني لعفو التحمل ومن لا يدافع سيئات عدوه * باحسانه لم يأخذ الطول من عل ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا * لغمر (1) قديم من وداد معجل فقال المأمون: ما أحسن هذا؟ هذا من قاله؟ فقال عليه السلام: بعض فتياننا. قال فأنشدني أحسن ما رويته في كتمان السر فقال عليه السلام:
وأني لانسى السر كي أذيعه * فيا من رأى سرا يصان بان ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره * فينبذه قلبي إلى ملتوى الحشا فيوشك من لم يفش سرا وجال في * خواطره أن لا يطيق له حبسا فقال المأمون: إذا أمرت أن يترب الكتاب كيف تقول؟ قال: ترب، قال: فمن السحا؟ قال: سح قال: فمن الطين؟ قال: طن، قال: فقال المأمون يا غلام ترب هذا الكتاب وسحه وطنه وامض به إلى الفضل بن سهل وخذ لأبي الحسن عليه السلام ثلاثمأة ألف درهم.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: كان سبيل ما يقبله الرضا عليه السلام من المأمون سبيل ما كان يقبله النبي (ص) من الملوك وسبيل ما كان يقبله يقبله الحسن بن علي عليهما السلام من معاوية وسبيل ما كان يقبله الأئمة من آبائه عليه السلام من الخلفاء ومن كانت الدنيا كلها له فغلب عليها ثم اعطى بعضها فجائز له أن يأخذه.
2 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي عن