يحيى بن أبي نصر البزنطي قال: بعث الرضا عليه السلام إلي بحمار فركبته وأتيته فأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاء الله فلما أراد أن ينهض قال لي: لا أراك تقدر على الرجوع إلى المدينة قلت: أجل جعلت فداك قال:
فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عز وجل قلت: أفعل جعلت فداك قال: يا جاريد إفرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها وضعي تحت رأسه مخدتي (1) قال: فقلت في نفسي من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه لقد جعل الله لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحدا من أصحابنا بعث إلي بحماره فركبته وفرش لي فراشه وبت في ملحفته ووضعت لي مخدته ما أصاب مثل هذا أحد من أصحابنا قال وهو قاعد معي وأنا أحدث نفسي فقال عليه السلام لي: يا أحمد أن أمير المؤمنين عليه السلام أتى زيد بن صوحان في مرضه يعود فافتخر على الناس بذلك فلا تذهبن نفسك إلى الفخر وتذلل لله عز وجل واعتمد على يده فقام عليه السلام.
دلالة أخرى 20 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثني جرير بن حازم عن أبي مسروق قال: دخل على الرضا جماعة من الواقفة فيهم علي بن أبي حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمار والحسين بن مهران والحسن أبي سعيد المكاري فقال له علي بن أبي حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك عليه السلام ما حاله؟
فقال له إنه قد مضى فقال له فإلى من عهد؟ فقال: إلي فقال له: إنك لتقول قولا ما قاله أحد من آبائك علي بن أبي طالب عليه السلام فمن دونه قال لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم رسول الله (ص) فقال له: فقال له: أما تخاف هؤلاء على نفسك؟ فقال لو خفت عليها كنت عليها معينا أن رسول الله (ص) أتاه أبو لهب فتهدده فقال له رسول الله (ص) إن خدشت من قبلك خدشة فانا كذاب فكانت أول آية نزع بها رسول الله (ص) وهي أول آية انزع لكم أن خدشت خدشة قبل هارون فانا كذاب فقال له الحسن بن مهران: قد أتانا ما