عن أشهر شيوخه الآخرين وأكثرهم ملازمة زمنية، لتأخر وفاته عن وفاة والد المؤلف المذكور، كابن الوليد مثلا الذي مات سنة 343 أي بعد وفاة علي بن الحسين بن بابويه بنحو خمسة عشر عاما.
فالباحث يجد المؤلف ذكر في المشيخة 215 راويا روى عنهم في كتابه من طريق أبيه، بينما روى عن 124 راويا من طريق شيخه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وعن 50 راويا من طريق محمد بن علي ماجيلويه، وعن 39 راويا، من طريق محمد بن موسى بن المتوكل، وهؤلاء من أشهر شيوخه الذين اشتهر بالتلمذة عليهم والاخذ عنهم وعرف بشدة الاتصال بهم.
وهكذا تتضاءل النسبة في مروياته عن سائر شيوخه الآخرين الذين هم دون هؤلاء شهرة أو أقل اتصالا بهم.
وكذلك تكون نتائج الاحصاء عند المقارنة بين مروياته في سائر كتبه الأخرى، فهذان كتابا (معاني الأخبار والأمالي) نجد المؤلف يكثر الرواية عن طريق أبيه فيهما حتى فاق ما يرويه عن طريقه سائر ما يرويه عن باقي شيوخه فله في كتاب المعاني ما يناهز المائتين، وفي كتاب الأمالي ما يقرب من 160 حديثا، بينما نجد جميع ما يرويه عن طريق شيخه محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد في الكتابين معا لا يبلغ ما يرويه عن أبيه في كتاب المعاني وحده، أما إذا نظرنا إلى الأحاديث التي يرويها عن شيخه محمد ابن موسى بن المتوكل فجميع ما ورد عن طريقه في الكتابين معا لا يبلغ 120 حديثا، وعلى هذا القياس تتضاءل أيضا نسبة مروياته عن سائر شيوخه الآخرين في هذين الكتابين (1).