وفي لفظ الصدوق - مؤلف الكتاب - قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي ابن الأسود قال: سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه (وكانت وفاته سنة 305) أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عز وجل أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك، فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام إنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيلد له ولد مبارك - كذا - ينفعه الله عز وجل به وبعده أولاد.
قال أبو جعفر محمد بن علي بن الأسود رضي الله عنه وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا فلم يجبني إليه وقال:
ليس إلى هذا سبيل، قال: فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه محمد بن علي (مؤلف الكتاب) وبعده أولاد ولم يلد لي شئ.
وهكذا تم للشيخ - والد المترجم له - ما كان يصبو إليه من الدعاء بالولد الصالح، كما تم له بعد ذلك حصول الأثر، فملك الجارية ورزق منها أول مولود ذكر كان هو شيخنا - المترجم له - أبا جعفر محمد بن علي الصدوق ولعل في اختيار والده لاسمه ما يشعر بأنه من بركات دعاء صاحب هذا الاسم وهو صاحب الامر (عج) وكانت ولادته بعد سنة 305 ه التي هي سنة وفاة العمري وأولى سني سفارة الوحي، ولعلها كانت سنة 306 كما استقربها السيد الوالد دام ظله واستدل عليها، وأيا ما كان فقد ولد شيخنا الصدوق ببركة دعوة الناحية المقدسة.
ومن الطبيعي أن يكون لتلك الدعوة أثرها في تقويم شخصيته وتكوين مؤهلاته العلمية، حتى توقع الناس ظهور أثرها بينا في تاريخه، فكان الامر كما أملوا، وكانوا بعد ولادته ونشأته يرجعون جل تلك الظواهر من مميزاته إلى أثر تلك الدعوة الصالحة التي بارك بها الإمام عليه السلام وليد أبي الحسن علي بن موسى بن بابويه، كما كان المؤلف نفسه يفتخر بذلك