سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صدقة النهار تميت الخطيئة كما يميت الماء الملح، وصدقة الليل تطفي غضب الرب.
أبي (ره) قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله عليه السلام في ليلة قد رشت السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم رد علينا، قال فأتيته فسلمت عليه فقال أنت معلى قلت نعم جعلت فداك فقال لي التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي قال فإذا بخبز منتشر فجعلت أدفع إليه ما وجدت فإذا أنا بجراب من خبز فقلت جعلت فداك أحمله عنك فقال لا أنا أولى به منك ولكن إمض معي قال فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخره ثم انصرفنا فقلت جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق فقال لو عرفوا لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح - ان الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فان الرب تبارك وتعالى يليهما بنفسه.
وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه وقبله وشمه ثم رده في يد السائل وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل فأحببت أن أناول ما ولاها الله تعالى، ان صدقة الليل تطفي غضب الرب وتمحق الذنب العظيم وتهون الحساب وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر، ان عيسى بن مريم عليه السلام لما مر على البحر ألقى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين يا روح الله وكلمته لم فعلت هذا؟ هو من قوتك قال فعلت هذا لتأكله دابة من دواب الماء وثوابه عند الله العظيم.
[ثواب دعاء السائل لمن أعطاه] أبي (ره) قال حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن ابن علي بن فضال عن مثنى الخياط عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: