أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٥٥
منهم، فهل تجدهم إلا من الشيعة، وهم على طبقات:
الأولى: طبقة الصحابيين: وأعاظم شعراء هذه الطبقة كلهم من الشيعة، أولهم النابغة الجعدي، شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام صفين، وله فيها أراجيز مشهورة (1)، وعروة بن زيد الخيل، وكان معه بصفين أيضا (راجع الأغاني) (2)، ولبيد بن ربيعة العامري نص جماعة على تشيعه (3)، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور، وأبو الأسود الدؤلي، وكعب بن زهير صاحب (بانت سعاد)، وكثير من نظرائهم.
الطبقة الثانية: المعاصرة لطبقة التابعين: كالفرزدق، والكميت، وكثير عزة، والسيد الحميري، وقيس بن ذريح وأقرانهم.
الطبقة الثالثة: من بعدهم من أهل القرن الثاني: كدعبل الخزاعي، وأبي نؤاس، وأبي تمام، والبحتري، وديك الجن عبد السلام، وأبي

(١) روى نصر بن مزاحم في وقعة صفين (صفحة 355) للنابغة الجعدي جملة من الأبيات الشعرية ألقاها في أيام تلك الوقعة، منها:.
ليت شعري إذا مضى ما قد مضى * وتجلى الأمر لله الأجل ما يظنن بناس قتلوا * أهل صفين وأصحاب الجمل أينامون إذا ما ظلموا * أم يبيتون بخوف ووجل (2) قال أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني (17: 258): كان لزيد الخيل ابن يقال له عروة، وكان فارسا شاعر، شهد القادسية فحسن بلاؤه فيها، وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين، وعاش إلى إمارة معاوية، فأراده على البراءة من علي عليه السلام، فامتنع عليه، وقال:
يحاولني معاوية بن حرب * وليس إلى الذي يهوى سبيل على جحدي أبا حسن عليا * وحظي من أبا حسن جليل قال: وله أشعار كثيرة.
(3) راجع ترجمتنا له في الملحقات الخاصة بالتراجم.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست