شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
يوما يطيف بعسكره، ويتفقد سواده، فوقف على جبل، فقال: إن من التدبير لهذه المارقة أن تكون قد أكمنت في سفح هذا الجبل كمينا، فبعث المهلب عشرة فوارس، فاطلعوا على المائة، فلما علموا بهم قطعوا القنطرة ونجوا وانكشفت الشمس فصاحوا: يا أعداء الله، لو قامت القيامة لجددنا ونحن في جهادكم (1).
ثم يئس الزبير من ناحية المهلب، فضرب إلى ناحية أصبهان، ثم كر راجعا إلى أرجان، وقد جمع جموعا، وكان المهلب يقول: كأني بالزبير وقد جمع لكم، فلا ترهبوهم، فتنخب (2) قلوبكم، ولا تغفلوا الاحتراس فيطمعوا فيكم. فجاءوه من أرجان، فلقوه مستعدا آخذا بأفواه الطرق، فحاربهم فظهر عليهم ظهورا بينا، ففي ذلك يقول رجل من بنى يربوع:
سقى الله المهلب كل غيث * من الوسمي ينتحر انتحارا (3) فما وهن المهلب يوم جاءت * عوابس خيلهم تبغى الغوارا (4) وقال المهلب يومئذ: ما وقفت في مضيق من الحرب إلا رأيت أمامي رجالا من بنى الهجيم بن عمرو بن تميم يجالدون، وكأن لحاهم أذناب العقاعق (5) و [كانوا] (6) صبروا معه في غير مواطن.
وقال رجل من أصحاب المهلب من بنى تميم:

(1) في الكامل: (لجددنا في جهادكم).
(2) تنخب: تضعف، وفي الكامل: (تخبث).
(3) - - -: مطر الربيع الأول، سمى به لأنه يسم الأرض بالنبات، وانتحر الوسمي، أي انبعق بماء كثير، ومنه قول الراغي:
فمر على منازلها ألقى * بها الأثقال وانتحر انتحارا (4) الغوار: مصدر غاور العدو مغاورة وغوارا، أغار عليه.
(5) العقاعق: جمع عقعق، وهو طائر ذو لونين: أبيض وأسود طويل الذنب.
(6) من الكامل.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232