شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٦٢
أما بعد، فإني لقيت الأزارقة، فرزق الله عز وجل عبيد الله بن عمر الشهادة، ووهب له السعادة، ورزقنا بعد عليهم الظفر، فتفرقوا شذر مذر (1). وبلغني عنهم عودة فيممتهم، وبالله أستعين، وعليه أتوكل.
فسار إليهم ومعه عطية بن عمرو، ومجاعة بن سعر فالتقوا، فألح عليهم عمر حتى أخرجهم، وانفرد من أصحابه، فعمد إلى أربعة عشر رجلا من مذكوريهم وشجعانهم، وفي يده عمود، فجعل لا يضرب رجلا منهم ضربة إلا صرعه، فركض إليه قطري على فرس طمر (2)، وعمر على مهر، فاستعلاه قطري بقوة فرسه، حتى كاد يصرعه، فبصر به مجاعة، فأسرع إليه، فصاحت الخوارج: يا أبا نعامة، إن عدو الله قد رهقك (3). فانحط قطري على قربوسه وطعنه مجاعة، وعلى قطري درعان فهتكهما وأسرع السنان في رأس قطري، فكشط جلده ونجا، وارتحل القوم إلى أصفهان، فأقاموا برهة، ثم رجعوا إلى الأهواز، وقد ارتحل عمر بن عبيد الله إلى إصطخر (4) فأمر مجاعة فجبى الخراج أسبوعا، فقال له: كم جبيت؟ قال: تسعمائة ألف، فقال: هي لك.
وقال يزيد بن الحكم لمجاعة:
ودعاك دعوة مرهق فأجبته * عمر وقد نسي الحياة وضاعا (5) فرددت عادية الكتيبة عن فتى * قد كاد يترك لحمه أوزاعا (6) قال: ثم عزل مصعب بن الزبير، وولى عبد الله بن الزبير العراق ابنه حمزة

(1) شذر، مذر، بالتحريك فيهما: ذهبوا في كل وجه، ومذر: اتباع.
(2) فرس طمر، هو الطويل القوائم الخفيف، أو هو المستفز للوثب والعدو، والأنثى طمرة.
(3) رهقك: غشاك.
(4) إصطخر: بلد من أعيان بلاد فارس.
(5) المرهق: هو الذي أدرك ليقتل، من أرهق الرجل إذا قتله. و (عمر) فاعل: (دعاك).
(6) العادية: الخيل تعدو، أو الرجال يعدون. وأوزاعا: قطعا.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232