شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٥٦
أركان المشركين، وذا الرياسة وأخا السياسة، فاستدم الله بشكره، يتمم عليك نعمه. والسلام.
وكتب إليه أهل البصرة يهنئونه، ولم يكتب إليه الأحنف، ولكن قال: اقرأوا عليه السلام وقولوا: أنا لك على ما فارقتك عليه. فلم يزل يقرأ الكتب وينظر في تضاعيفها، ويلتمس كتاب الأحنف فلا يراه، فلما لم يره، قال لأصحابه: أما كتب أبو بحر؟ فقال له الرسول: إنه حملني إليك رسالة، فأبلغه، فقال: هذا أحب إلى من هذه الكتب.
واجتمعت الخوارج بأرجان، فبايعوا الزبير بن علي، وهو من بنى سليط بن يربوع، من رهط ابن الماحوز، فرأى فيهم انكسارا شديدا، وضعفا بينا، فقال لهم: اجتمعوا، فاجتمعوا، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد رسوله صلى الله عليه وآله، ثم أقبل عليهم فقال: إن البلاء للمؤمنين تمحيص وأجر، وهو على الكافرين عقوبة وخزي، وإن يصب منكم أمير المؤمنين، فما صار إليه خير مما خلف، وقد أصبتم منهم مسلم بن عبيس وربيعا الأجذم والحجاج بن رباب (١) وحارثة بن بدر، وأشجيتم المهلب وقتلتم أخاه المعارك، والله يقول لإخوانكم المؤمنين: ﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ (2)، فيوم سلى كان لكم بلاء وتمحيصا، ويوم سولاف كان لهم عقوبة ونكالا، فلا تغلبن على الشكر في حينه، والصبر في وقته، وثقوا بأنكم المستخلفون في الأرض، و العاقبة للمتقين.
ثم تحمل للمحاربة نحو المهلب، فنفحهم المهلب نفحة فرجعوا وأكمنوا للمهلب - في غمض (3) من غموض الأرض يقرب من عسكره - مائة فارس ليغتالوه، فسار المهلب

(١) الكامل: (باب).
(٢) سورة آل عمران ١٤٠ (3) الغمض: المطمئن من الأرض
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232