إلى أن قال ولا اعلم يثبت عن أبي بكر خلاف هذا) - ثم قال البيهقي (وإنما قال هذا لان الروايات التي ذكرناها عن أبي بكر كلها مراسيل الا انها رويت من أوجه ورواها ابن المسيب وهو حسن المرسل) - قلت - قد كفانا مؤنة البحث مع امامه فان الشافعي يحتج بالمرسل في مواضع - منها - ان يروى من وجه آخر مرسلا أو يكون من مراسيل ابن المسيب على ما ذكره ابن الصلاح وغيره وقد وجد هذان الأمران ههنا وروى أيضا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ذكرها البيهقي في الباب السابق وذكر فيه حديث على وقال في آخره (وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى) ومما روى في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يذكره البيهقي ما أخرجه الطحاوي في شرح الآثار فقال ثنا ابن أبي داود يعنى إبراهيم ثنا اصبغ بن الفرج ثنا علي بن عابس عن أبان بن تغلب عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لا تقتلوا شيخا كبيرا - وهذا لسند رجاله ثقات ما خلا ابن عابس فإنه متكلم فيه واخرج له الحاكم في المستدرك وابن بريدة ثقة سواء كان سليمان أو عبد الله واصل الحديث في صحيح مسلم وفى غيره من حديث سليمان وحكى البيهقي في كتاب المعرفة عن الشافعي أنه قال ويترك قتل الرهبان اتباعا لأبي بكر رضي الله عنه ونص في هذا الكتاب على قتل من لا قتال فيه سوى الرهبان ونص على أنه إنما قاله في الرهبان اتباعا لا قياسا ثم ذكر البيهقي في الكتاب المذكور اثر أبى بكر من وجوه ثم قال وفى كل هذه الروايات ذكر الشيخ الكبير فإن كان يتبع أبا بكر في الرهبان فليتبعه في الكبير ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما لم ينكر قتله يعنى دريدا لما كان فيه من رأى الحرب وتدبير القتال ثم ذكر في هذا الكتاب أعني السنن (عن الشافعي انه ضعف حديث المرقع بأنه ليس بالمعروف) - قلت - بل هو معروف اخرج له ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وروى عنه أبو الزناد ويونس بن أبي إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهم وقال الذهبي في الكاشف ثقة وحديثه هذا أخرجه ابن حبان في صحيحه كما تقدم وأخرجه البيهقي في كتاب المعرفة وقال اسناد لا بأس به - قال (باب امام العبد)
(٩٣)