الخطأ. والتوفيق التيسير للخير، وعند المتكلمين خلق القدرة على الطاعة، وضده الخذلان وهو خلق القدرة على المعصية. ص: (ثم أعتذر لذوي الألباب من التقصير الواقع في هذا الكتاب) ش:
يقول رحمه الله: أبدى عذري وأظهره لأصحاب العقول الصحيحة والأفهام السليمة من التقصير الذي وقع منى في هذا الكتاب فإنه أمر عطيم وخطب جسيم لا يقدر على مثله إلا بإمداد إلهي وتوفيق رباني فيغتفرون لي ما لعله يوجد فيه من الهفوات لما فتح الله به فيه من الفروع الغربية والمسائل المهمات، فإن الحسنات يذهبن السيئات. ص: (وأسأل بلسان التضرع والخشوع وخطاب التذلل والخضوع أن ينظر بعين الرضا والصواب فما كان من نقص كملوه ومن خطأ أصلحوه فقلما يخلص مصنف من الهفوات أو ينجو مؤلف من العثرات) ش: بالغ رحمه الله في التواضع والتلطف وأتى بهذه الألفاظ وهي متقاربة المعنى، فإن التضرع هو التذلل والخشوع هو الخضوع، وأضاف اللسان إلى التضرع والخضوع لكونهما ينشئان عنه، وكذلك خطاب التذلل والخضوع. وقوله: " بعين الرضا والصواب " أي لا بعين الغضب والسخط والتعصب ولا بعين المحبة المخرجة عن الصواب، ثم أذن لمن كان من ذوي الألباب وتأمل بعين الرضا والصواب أن يكملوا ما فيه من نقص ويصلحوا ما فيه من خطأ بعد تحقق ذلك، والفحص عنه من جهة النقل أو من جهة التراكيب العربية، فإنه رحمه الله قد يستعمل لشدة الاختصار ما لا يجوز إلا في ضرورة الشعر. فقوله: " كملوه " بفتح الميم وقوله: " أصلحوه " بفتح اللام، والهفوات الزلات وكذا العثرات قاله في الصحاح. ولقد صدق رحمه الله فلما يخلص مصنف من ذلك ولهم العذر في ذلك فإن الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها * كفى المرء نيلا أن تعد معايبه واقتضب المصنف رحمه الله هذا الكلام من آخر وجيزا بن غلاب على ما قاله ابن الفرات ونص ما حكى عنه، ثم أعتذر لذوي الألباب من التقصير الواقع في هذا الكتاب وأقول ما قال بعض العلماء وأنشده بعض الحكماء: فعفوا جميلا عن خطئ فإنني * أقول كما قد قال من كان شاكيا فعين الرضا عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا ونحن نسأل بلسان التضرع والخضوع وخطاب الاعتراف والخشوع للمتصفحين هذا الكتاب أن ينظروه بعين الرضا والصواب، فما كان من نقص كملوه وجودوه، وما كان من خطأ أحكموه وصوبوه، لأنه قلما يخلص مصنف من الهفوات وينجو ناظم أو مؤلف من