واحدا وشديدا ومستمرا، يجعل من الرحم كتلة منكمشة على كلمها وتسمى كرة الأمان، لأنها جعلت الولود في مأمن من خطر النزيف. وعنق الرحم يكون قبل بدء المخاض مغلقا، وإذا به يتوسع ويتمدد تدريجيا بفعل تلك التقلصات الدورية حتى درجة الانمحاء وبشكل يسمح للجنين الكامل أن يمر عبره، فتبارك الخالق الذي رعى الجنين بكل عناية حتى اكتمل خلقه ثم يسر له سبيل الخروج إلى الدنيا ليبدأ مرحلة المكابدة والامتحان.
وما أجمل أن نختم بحثنا: " القرآن وتخلق الانسان " بهذه الآية المعجزة التي تلخص حياة الانسان بكاملها،؟!! قال تعالى: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج: 5].