على أن ما يحير العلماء هو كيف يستمر الحمل مدة (280) يوما تقريبا، فلا زيادة ولا نقصان بشكل عام. " إن السؤال الذي يحير هو كيف يحتفظ الرحم بالحمل حتى المئتين والثمانين يوما؟ ولماذا لا يطرح الرحم محصولة قبل ذلك بكثير خاصة وأن محصول الحمل يعتبر جسما غريبا بالنسبة للمرأة من الناحية المناعية " (1) ولتعليل بدء المخاض بعد مدة من الحمل استمرت (280) يوما، وضعت نظريات عدة، منها نظرية شيخوخة المشيمة، ونظرية مفرز الغدة النخامية Oxytocin، ونظرية فرط التمدد، والنظرية المناعية، وأحدث النظريات التي وضعت نظرية هارون الجنين البروستاغلاندين Prostaglandin والقول الذي قد يكون أقرب إلى الحقيقة، هو أن مفرز الغدة النخامية Oxytocin يسبب تقلصات خفيفة للرحم أثناء الحمل، لان هناك توازنا بين هرمون البروجسترون الذي تفرزه المشيمة، وهرمون آخر اكتشف حديثا في السائل الأمنيوسي ويفرزه الجنين، وعندما ينخفض مستوى البروجسترون بسبب شيخوخة المشيمة، ويرتفع مستوى البروستغلاندين، يزداد ارتكاس عضلة الرحم لمفرز الغدة النخامية ويبدأ المخاض وهنا يرد سؤال آخر لا جواب عليه الآن، هو: كيف يتم هذا الانخفاض المفاجئ في مستوى البروجسترون بعد أن كان مستواه عاليا جدا في آخر الحمل؟... انه تدبير العزيز الحكيم.
(٩٣)