أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
أنزل الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل المن والسلوى فقال:
(وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقناكم) [البقرة: 57].
والمن: هي مادة صمغية حلوة كالعسل (1).
أما السلوى: فهو طائر السمان، ولكن بني إسرائيل لم يصبروا على هذا الطعام فقال تعالى على لسان بعض أحبارهم (يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) فأجاب الحق على لسان موسى: (قال: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) [البقرة: 61] ويتضح من ذلك كيف أن الله فضل تلك المادة الحلوة التي تشبه العسل ولحم الطير على ما تنبت الأرض من مختلف النباتات كالفول والعدس والبصل..
ويقرر بذلك وقبل أن توجد في الحياة هذه المخابر والأجهزة المعقدة حقيقة علمية ثابتة: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير). فمن نتائج البحوث العلمية في القرنين التاسع عشر والعشرين أنه " تتألف البروتينات المختلفة في الجسم من (22) اثني وعشرين حمضا أمينيا، كأحجار بناء أولية يمكن للجسم أن يصنع قسما منها بآليات مختلفة، أما القسم الآخر فلا يستطيع تصنيعها، وبالتالي يجب تأمينها عن طريق الغذاء، وتسمى هذه الحموض بالحموض الأمينية الأساسية وهي:
الليوسين وإلايزوليوسين، والليزين، والميثونين، والفينيل آلانين، والثريونين، والتريبتوفان، والفالين والهيستدين. واعتمادا على هذه الحموض الأمينية تقسم البروتينات إلى قسمين:
1 - بروتينات ذات قيمة حيوية كاملة: وهي التي تحوي تلك الحموض الأمينية الأساسية ومعظمها من أصل حيواني.