ما يسمى بالسائل الأمنيوسي، الذي يفرزه الغشاء الأمنيوسي، هذا السائل يحيط بالجنين من كل الجهات. وتزداد كميته بشكل واضح حتى تصبح حوالي (1000) سم في الشهر السادس، ثم تميل إلى النقصان تدريجيا، وتقدر وسطيا ب (500 - 600) سم في نهاية الحمل، هذا السائل يقوم إضافة لوظائفه الكثيرة بوظيفة هامة، هي حماية الجنين من الصدمات الخارجية، حيث يمتص قوة الصدمات بتوزيعها على سطح أوسع، كما يشارك في الحماية جدار البطن والأغشية الثلاثة، وجدار الرحم ذاته، إضافة إلى أن الجنين بعد الشهر الثالث يكون قد تجاوز المرحلة الدقيقة والخطرة، ويصبح أكثر تحمل للطوارئ والرضوض، بل كثيرا ما يباشر هو ببعض المناورات من الداخل بحركاته الفاعلة التي تثبت وجوده ومهارته.
وبعد كل هذا.. الا يمكن أن نقول عن الرحم: إنه قرار مكين؟!!، وماذا سيكون جوابنا إذا سألنا رب العزة (ألم نخلقكم من ماء مهين (20) فجعلناه في قرار مكين)... إنه سيكون بلا شك: بلى، لقد صدقنا وأيقنا يا رب.
القدر المعلوم: قال تعالى في سورة المرسلات: (فجعلناه في قرار مكين (21) إلى قدر معلوم) [المرسلات: 21 - 22].
الرحم قرار مكين لمحصول الحمل، ولكن ذلك لمدة محددة وثابتة تقريبا.
تعرف بمدة الحمل، وهي تقدر ب (270 - 280) يوما، أو ب (40) أسبوعا، أي ما يعادل تقريبا عشرة أشهر قمرية، أو تسعة أشهر شمسية، يصبح بعدها الجنين قادرا على الحياة في العالم الجديد، ولهذه المدة أشار القرآن الكريم بالقدر المعلوم، ففي سورة الحج: (ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى) [الحج: 5].
فهنا يسمي القرآن هذه المدة بالأجل المسمى أي الأمد المحدد.
على أن إعجاز هذه الآيات ليس في إشارتها لمدة الحمل، إنما في تقريرها أن ذلك القدر من مدة الحمل هو أفضل ما يمكن أن يكون حيث قال تعالى:
(فقدرنا فنعم القادرون) [المرسلات: 23] وإذا ما زاد أو نقص لأي سبب، فإن الضرر لاحق بالوليد أو بأمه، فإذا استمر الحمل لأكثر من (42) أسبوعا اعتبارا من