يسمى بعلوم الحكمة مثل الطب والفلك والرياضيات.. وله مقدرة على المشاركة في مجالس العلماء والحكماء والفلاسفة الذين كانت تزدان بهم مجالسه.
وقد أوضحت رسالة المأمون وتقريضه لرسالة الرضا في الطب وكافة العلماء من أهل الدراية في الطب والحكمة والفلسفة الذين كان يعج بهم قصره ومجلسه، واعترافهم بفضل كاتبها، وأمره بكتابتها بالذهب وتسميتها بالرسالة المذهبة، الدليل على تلك المكانة العظيمة التي تبوأتها رسالة الإمام علي الرضا في الطب في ذلك العصر.
2 - تتميز هذه الرسالة بأنها أول رسالة في الطب يكتبها عربي مسلم.. ولم تكتب قبلها سوى رسائل مترجمة من اليونانية والسريانية وكلها قام بها نصارى من السريان مثل أسرة بختيشوع وعائلة ماسويه أو من نصارى العرب مثل حنين بن إسحاق وابنه إسحاق بن حنين العبادي ومثل ثابت بن قرة الحراني (وحران في سوريا وقد خرج منها ابن تيمية فيما بعد). وإن كان ثابت بن قرة قد ظهر في القرن الثالث الهجري (توفي سنة 288 ه) وابنه سنان الذي عاش إلى القرن الرابع الهجري.
وإذا علمنا أن الرضا توفي سنة 203 ه وأنه كتب هذه الرسالة عندما استقدمه المأمون من المدينة إلى خراسان (أي أنها كتبت في حدود سنة 200 ه) وقد كتبها بطلب المأمون عندما تذاكروا في الأغذية والأدوية والأبدان في أحد مجالس المأمون في نيسابور.. وكان المجلس يضم كبار الأطباء في ذلك العصر وهم جبريل بن بختيشوع ويوحنا بن ماسويه وصالح بن بهلة الهندي.. وغيرهم من أهل الفلسفة والحكمة والطب.. وقد اعترفوا جميعا للرضا بتقدمه وفضله. وبأهمية هذه الرسالة وقرضوها جميعا كما ذكر ذلك المأمون في رسالته التي نقلت نصها.
ولا تعتبر هذه أول رسالة في الطب يكتبها مسلم فحسب، بل تعتبر أول رسالة في الطب تؤلف في التاريخ الاسلامي.. حيث أن ما كتب قبلها لا يعدو ترجمات من كتب اليونان والسريان الطبية.
وهذه الرسالة تختلف عن كل ما كتب أنها ضمت معلومات الإمام الرضا