وقوله من رسالة يصف فيها الحلوى وما أرقني إلا ليلة أضحيانة دخلت فيها الجامع ووقفت موقف الساجد والراكع حتى إذا قضيت من حق الله أمرا وأتبعت الشفع وترا جلت في أكنافه وانعطفت في أعطافه فإذا أرضه تباهي السماء وغبراؤه تضاهي الخضراء زجاجة نورية كأنها الكواكب الدرية ورعد قراء لله تعالى وخيرته كالرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته فصحت واويلاه واحر قلباه أين منك المفر وأين دونك المقر لاها الله لا يتركك كريم ولا يقلاك إلا لئيم بركا كبرك الجمال وثباتا كثبات الجبال ثم خرجت في تتمة من الأصحاب وثبة من الأتراب وفيهم فقيه كان ذا لقم ولم أشعر به فلما طالعتنا الحلوى صاح هذا وأبيكم الروض فناديته اسكت فضحتنا لا أبالك فقال لا وأبيك قلت مالك وما تريد قال ذلك الشهيد العتيد واضطرب به الألم واستخفه الشره فدار في ثيابه وأسال من لعابه وأزور جانبه وخفق شاربه ثم نهض في كر وصدر بحر ونظر إلى الفالوذج فصاح هذا اللص كأنه تألى مجاجة الزنابير حدثت على شوابير وخالطها لباب الحبة فجاءت أطيب من ريق الأحبة ثم نظر إلى الخبيص فصاح بأبي الغالي الرخيص انظر فيه ذا التماع أكرم به من شعاع هذا جليد سماء الرحمة تمخضت به فأبرزت منه زبد النعمة تجرحه اللحظة وتدميه اللفظة بماء أبيض قالوا بماء البيض البض فقال غض من غض انظروه له إشراق هذا وأبيكم بقية العشاق ما أطيب خلوة الحبيب لولا حضرة الرقيب ثم نظر إلى الزلابية فصاح ويل لأمه الزانية
(٥٥)