كأنما ثغرها من جوهر وشفتها خيط حرير أحمر وتقبل إليك بقضيب بان ثمرته رمانتان وتنفتل عليك بكفل مائج كأنه كثيب عالج تنطوي بقبطية وتقوم على أنبوب بردية أن استقبلتها بركان تضحك لك عن فلقة رمان أو يطحنك جبهة أسد غرير فيقبض روحك قبض أرواح المؤمنين ويتوفاك بكد كالفقيه المشرف على المذاهب ركبت فيه اخلاق كاتب فإن كنت شافعيا سددتك وإن كنت مالكيا قلدتك المنظر غلام والمخبر فتاة إن علوتها تدفعت إليك أو علتك تداركت عليك وإن أعطشك فراشها سقتك من شراب إن شئت قلت خمرة أو رضاب أو أجاعك عراكها أطعمتك من لسانها يصل إليك وصول الايمان فنثره في غاية الملاحة ونظمه في غاية الفصاحة ومن شعره ما أنشدنيه الشيخ أبو سعيد بن دوست عن الفقيه الوليد أبي بكر الأندلسي قوله [من الخفيف]:
(قل لمن زاد إذ تباعد بعدا * وتناسى عهدي ولم أنس عهدا) (لا يغرنك ما ترى من ودادي * فلعلي إن شئت غيرت ودا) (لا وحق الهوى وحق لياليه * ومن صاغ حسن وجهك فردا) (ما أطيق الذي ادعيت ولو ملكته لم أكن لغيرك عبدا *) وله [من الكامل]:
(ما أطربت فوق الغصون حمامة * ألا رأيت دموع عيني تسكب) (وإذا الرياح تناوحت ألفيتني * بين الصبابة والأسى أتقلب) (يا عاذلي في الحب مهلا بالأذى * لو كنت تعشق ما ظللت تؤنب)