لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٨٢
الغابة) (19) عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال:
شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا. وشهد صفين ولم يقاتل، وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار، فانظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (تقتله الفئة الباغية) فلما قتل عمار قال خزيمة (ظهرت لي الضلالة) ثم تقدم حتى قتل. وكان الجهاز الأموي السري يدرك مدى الخطورة التي ستواجهه فيما لو أتخذ تدابير قمعية مباشرة ضد عمار بن ياسر (رض) والحديث الذي اشتهر عندهم، كان أحد رواته (أبو هريرة) وهو أحد أنصارهم. لذلك سيحاولون عدم الوقوع في التناقض، فيما إذا أقدموا على مواجهة عمار.
وعمار بن ياسر (رض) كان أكثر استفزازا لعثمان وحاشيته. ومؤلبا عليه لا يفتر عن كشف مساوئه للناس.
وفي سنة خمس وثلاثين على حد تعبير المسعودي كثر الطعن على عثمان (رضي الله عنه) وظهر عليه النكير لأشياء ذكروها من (فعله) ثم ومن ذلك ذكر المسعودي (20) ما نال عمار بن ياسر من الفتن والضرب، وانحراف بني مخزوم عن عثمان من أجله. واستمرت تحركات عمار بن ياسر، في صفوف الناس، لا تثنيه عن مسؤوليته، هيبة الأمويين، ولا صولجان سلطانهم. وقد تلقى غير مرة تهديدا مباشرا من قبلهم. فما منعه ذلك من مواصلة نشاطاته المعارضة لعثمان ومن حوله من أزلام أموية. لقد قدم معاوية بن أبي سفيان من الشام بعد أن أحس بمن يعارض عثمان فأتى مجلسا فيه علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعمار بن ياسر، فقال لهم: يا معشر الصحابة: أوصيكم بشيخي هذا خيرا (عثمان)، فوالله لئن قتل بين أظهركم لأملأنها عليكم خيلا ورجالا، ثم أقبل على عمار بن ياسر وهذا التخصيص له أسبابه التي ذكرناها سابقا فقال: يا عمار، إن بالشام مئة ألف

(19) أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري (555 563) (ج 3 ص 632) دار الفكر.
(20) مروج الذهب ومعادن الجوهر (ج 2 ص 347) دار المعرفة: بيروت لبنان.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405