لم يكن وعيي التاريخي يختلف عن وعي أهل السنة والجماعة. فمنذ البداية كانوا قد زرقوني بهذا التاريخ، وبمزاج خاص حول التاريخ الإسلامي.
وهذا الوعي الذي تلقيته مثل ما أتلقى القرآن عند الكتاب لم يكن يختلف هو الآخر - عن وعي جدتي بالتاريخ. إنه (دزينة) ضمن الحكايات (المفبركة) على نمط القصاصين ب (جامع الفنا) (1)، إنه تاريخ (كان ياما كان) و (كان في قديم الزمان). وتحول التاريخ عندنا فجأة إلى ملجأ لكل من ضاقت به الحياة.
ليتفسح في فجاجه لاهيا. لقد تلقينا دروسا ديماغوجية خاصة، لفهم التأريخ الإسلامي. وأن (نترضى) بعد ذكر كل اسم ينتمي إلى جوقة القديم. وإذا رأينا الدم والفسق والكفر، ليس لنا الحق سوى أن نغمض الأعين، ونكف الألسن، خوفا من الغيبة التاريخية. ثم نقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم، ولا تسألون عما كانوا يفعلون).
عملية لجم مبرمجة، وقيود توضع على عقل الإنسان، قبل أن يدخل إلى محراب التأريخ المقدس. لقد علمونا، أن نرفض عقولنا، لنكون كائنات (روبوت) توجهنا كمبيوترات مجهولة.