لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٥٢
نفرت منه الشياطين. وهو في عبقرية العقاد، أعظم من الواقع بكثير بحيث من عبقرياته التي أحصاها عليه العقاد أنه كان يحلق شعره عند أحد الحلاقين.
فحنحن عمر، وإذا بالحلاق يسقط مغميا عليه، من الفزع. وتتحول (الدرة) العمرية إلى إحدى مكونات عبقريته عند العقاد، وهلم جرا.
أما أبو بكر من قبله فهو كل شئ. فلقد وضع إيمان الأمة في كفة ووضع إيمان أبي بكر في كفة، فرجحت كفة أبي بكر، وأنه الصديق الأكبر. وإن الله بعث جبريل إلى محمد صلى الله عليه وآله ليبلغه السلام، ويبلغ أبا بكر من ربه السلام، ويقول له إن الله راض عنك فهل أنت راض عنه! ويكفي هذا! يكفي أن يكون رب السماوات والأرض يلتمس من أبي بكر الرضى!!!.
وأما عثمان، فهو ذو النورين، الذي تستحيي منه الملائكة. ولا تستحي من الآخرين. وأنه الرجل الذي صرف كل أمواله في نصرة الإسلام. وأنه من المهاجرين السابقين للإيمان.
وأما عائشة بنت أبي بكر، فهي كل شئ، وكأن الرسول صلى الله عليه وآله ترك النبوة لديها. فهي أم المؤمنين الوحيدة - دون غيرها - التي يجب أخذ نصف الدين عنها.
وهكذا ظلت صورتهم في ذهني. وسأتطرق إلى ما ورد فيهم من فضائل، حملتها روايات أهل الحديث لنعالج بعد ذلك مدى صدقها ونقف عند أهدافها.
وكنت بين الفينة والأخرى أسمع أن الشيعة غنوص، وسبئيون. ولم أكن أعرف القصة بالضبط. لكن بعد ذلك قرأت في كتب السنة إن بعض الغلاة قد ألهوا عليا، وهم السبئيون. وهم الذين شكلوا مصدرا فكريا للشيعة بعدها.
والسبئيون، نسبة إلى عبد الله بن سبأ، أحد اليهود المندسين، يقول محمد رشيد رضا (18): وكان مبتدع أصوله يهودية اسمه (عبد الله بن سبأ) أظهر الإسلام خداعا. ودعا إلى الغلو في علي (كرم الله وجهه) لأجل تحريف هذه الأمة وإفساد

(18) - (السنة والشيعة) (ص 4 - 6).
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 55 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405