لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٧
الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فقال:
قال لي جبريل: ذلك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله لكرامته).
ولما كانت الأحاديث التي ربطت الآية بعلي (ع) وشيعته، وبعد أن تواترت واستعصى تكذيبها، لما كان رواتها من فطاحل أهل السنة والجماعة، حاول ابن حجر - في صواعقه المحرقة - أن يفلسفها ويخنقها بترهاته المعهودة، قائلا: عن علي (ع) فقال، قال (ع): إن خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمعين، ثم جمع علي يديه إلى عنقه يريهم الاقحام قال - بن حجر - وشيعته هم أهل السنة ولا تتوهم الرافضة، والشيعة قبحهم الله).
ولا أحد يشك؟ في هذا التهافت الباطل. إذ كيف يستقيم كلام هذا - المخرف -، وهل يظن أنه يكتب للأرانب. إذا كان شيعة علي (ع) هم أهل السنة، فأعداؤه من؟؟ هل هم شيعته الذين قاتلوا إلى جنبه الطاغوت الأموي؟. ونحن إلى الآن، لن نجد تراث بني أمية سوى عند أهل السنة، ولم نجده عند الشيعة قط.
ومن المؤسف بالنسبة لي، أن بدأت أخسر بعض أصدقائي المقربين. الذين ما ألفنا منهم سوى العمق في الدراسة والتحليل. إنه عزيز علي أن أرى صاحب (التأريخ الإسلامي) محمود شاكر، يقول: (بل لم تكن كلمة الشيعة تحمل أكثر من معنى التأييد والمناصرة. ولكنها غدت مع الزمن فكرا خاصا وعقيدة خاصة، ونسب إلى الأوائل أقوال لم يقولوها وأخبار لم يعرفوها، وأفكار لم تخطر على بالهم أبدا) (15).
وكان على أستاذنا الجليل أن يبحث أكثر من ذلك. فمع أنه لم ينكر إن

(15) - محمود شاكر - التاريخ الإسلامي - الخلفاء الراشدون والعهد الأموي. الطبعة الرابعة (1405 ه‍ - 1985 م) المكتب الإسلامي.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 33 34 35 36 37 38 39 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405