لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٦
تظهر حقيقة معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعائشة بنت أبي بكر، وطلحة والزبير.. وكل هؤلاء قاموا بأشياء، تناقض الصورة التي نقلت لنا عنهم، وحن نقرأ في تراجمهم وتسير السفينة، حتى كربلاء، حيث يجب أن تغلق المنافذ أو تكتم الأنفاس، وتعمي الأبصار، لتجاوز هذا النفق المظلم. لأن الذي قتل الحسين بن علي، وسبى نساءه، هو (أمير المؤمنين) يزيد بن معاوية. وفي زمن لا يزال فيه أثار متبقية للصحابة.
نغمض أعيننا ونفتحها على تاريخ إيديولوجي جاهز. كتبته أقلام التزلف.
على دف القيان ورقصات جواري البلاط. حيث تغدوا عندنا الدولة الأموية، دولة الإسلام المقبولة، بغض النظر عن الدماء التي سفكت، والأعراض التي هتكت، والمفاهيم التي نسخت! فمعاوية بن أبي سفيان (أمير المؤمنين) يروى له التاريخ عندنا أروع المناقب وأسمى الفضائل (3).
لقد وقع ما وقع بين علي: ومعاوية بن أبي سفيان. وكل ذلك كان اجتهادا. وكانت فتنة، سقط فيها علي ومعاوية معا. وكلاهما مسؤول عن الذي وقع. وإن الصراع كان على الخلافة والسلطة. وإن الفئة الصائبة يومها هي تلك التي اعتزلت الفتنة وغلقت عليها أبواب المساجد، ولبثت في البيوت. وليعطي لها ألقاب نظير (حمامة المسجد) لأنها انزوت فيه في وقت كانت مصلحة الدين تقتضي تقديم التضحية والدخول في الجهاد.
جاءني يوما أحد أصدقائي الطلبة، يسألني عن معاوية وقتاله لعلي (ع) في صفين، وقبل أن أباشر في الجواب، نطق أحد الحاضرين قائلا: اللعنة عليه!
فخزرت فيه، ثم قلت: أعوذ بالله، لماذا تلعنه؟ قال: لأنه قاتل عليا. قلت له: ومع ذلك، فإن الرسول صلى الله عليه وآله يقول (لا تسبوا أصحابي).

(3) أقول، ولعل الدليل الواقعي، الملموس على أن أهل السنة والجماعة نزعوا منذ البداية منزعا ضد آل البيت (ع) ومع خط الأمويين. إن واقع الثقافة السنية يؤكد ذلك. فالسني على امتداد العالم الإسلامي، لا يعرف عن أئمة آل البيت (ع) أكثر مما يعرف عن مناقب أعدائهم. لنكن إذا صرحاء!.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405