لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٤
بكر، صل بالناس. ومن هذا استنبط عمر بعقله المستنير، أن أبا بكر، هو الجدير بالخلافة، فبايعه، ثم لما كان عمر هو فاروق هذه الأمة، استطاع أن يصرف الناس إلى مبايعة أبي بكر، فبايعوه رغبة. ولم يتخلف عنه أحدا أبدا.!! وبأن الشورى التي جرت في السقيفة كانت عملية إسلامية، متأصلة في الشريعة.
وحتى علي (ع) لم يتمرد عن المبايعة. وذلك بنص ما أخرجه أحمد والبيهقي بسند حسن عن علي، أنه قال لما ظهر يوم الجمل:
(أيها الناس، إن رسول الله (ص) لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا، حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر فأقام واستقام، ثم ضرب الدين بجرانه ثم إن أقواما طلبوا الدنيا فكانت أمور يقضي الله فيها).
وإنه لم يحدث أن تمرد واحد من المسلمين الصحابة، على أبي بكر، لأنه كان غاية في الجدارة، وأقرب الناس في وعي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الإمام (ع) علي كان مطيعا له، معترفا به. وفي ذلك تحدثنا الرواية، عن الدارقطني وابن عساكر والذهبي وغيرهم: إن عليا أقام بالبصرة حين بايعه الناس فقام إليه رجلان فقالا له: أخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرت فيه لتستولي على الأمر وعلى الأمة. تضرب بعضها ببعض. أعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليك؟ فحدثنا فأنت الموثوق به والمأمون على ما سمعت، فقال: (إما أن يكون عندي عهد من رسول الله في ذلك فلا والله. لأني كنت أول من صدق به فلا أكون أول من كذب عليه. ولو كان عندي منه عهد في ذلك ما تركت أخا بني تيم بن مرة وعمر بن الخطاب يثبان على منبره، ولقاتلتهما بيدي، ولو لم أجد إلا بردي هذه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقتل قتلا، ولم يمت فجأة، ومكث في مرضه أياما وليالي يأتيه المؤذن فيؤذنه للصلاة، فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس وهو يرى مكاني.. الخ وهكذا استمر الحكم الراشدي، بتآخي مطلق، وانسجام دقيق. والتحق سيدنا أبو بكر بالرفيق الأعلى وخلفه عمر بن الخطاب. وكان ذلك اجتهادا منه
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405