لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٥
ليست التسمية - إذا - هي موضوع الإشكال، وإنما الواقع الفعلي للمذهبين هو موضوع النقاش. إذ إننا ونحن ننظر في سنة الرسول صلى الله عليه وآله القولية والفعلية والتقريرية. سوف نتبين أي الفريقين أقرب إليها.
إن الشيعة لم يكونوا يوما مبتدعة، بل إن مذهبهم قائم في الأساس على (النص). وإذا أتيت إن الإسلام الحقيقي بعد الرسول صلى الله عليه وآله تمثل في علي (ع) فإن التشيع لعلي (ع) هو التعبير المرحلي عن التشيع لمحمد صلى الله عليه وآله بالثبات على تعاليمه وتوصياته في حق علي (ع) والذي هو الإسلام)!.
فاسم (السنة) أتى، كاستراق للفرصة، لمحاصرة (الشيعة) اصطلاحيا، لأن التيار السائد يومها لم يكن له من الحجة سوى اللعب على وتر المفاهيم القشرية. وكان اليوم الذي تحولت فيه الخلافة إلى ملك عضود، هو عام الجماعة، ومنها جاء (السنة والجماعة)!.
كان همي أن أبحث عن الإسلام الحق، فأنا لم أكن أبحث عن التمذهب.
وما أن دخلت في لجج التأريخ، حتى تبين لي أن الباحث عن اللا مذهبية، كالباحث عن السراب. إن الإسلام، تفرق أهله إلى فرق لا تحصى، وما بقي من إسلام حق، بدا للمتمذهبين، مذهبا. فأي المذاهب، إذا، تمثل الإسلام الصحيح. أو حتى ما يقارب 95 في المائة من الإسلام الصحيح؟
ومن يضمن لي يومها إن هذه الفرقة أو تلك، هي الأقرب إلى (الحقيقة) وأنا في خضم المعترك أبحث عن خشبة نجاة؟ ولكنني لم أشك في القرآن الكريم.
ففيه عثرت على مقومات البحث عن الحقيقة. تعلمت أن من شروط البحث عن الحقيقة، عدم الاستماع إلى القول الواحد، وإلى الفرقة الواحدة. ولكن (والذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه). كما رأيت إن الله، يمدح القلة ويذم الكثرة، حسب معايير الحق والباطل.. حيث يقول (وقليل من عبادي الشكور) كما يقول ذاما الكثرة الجاهلة (بل أكثرهم لا يعقلون).
إن قلبي بدأ ينفتح، شيئا فشيئا على التأريخ، والشيعة الآن أصبحوا جزءا من الإسلام، وهذا ما توصلت إليه حتى تلك اللحظات. لقد كان
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 33 34 35 36 37 38 39 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405