لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٧
ويجب أن يجرى الحديث البناء حول هذه المسألة، لأسباب أخرى لا تحصى.
فبعد أحداث مكة المكرمة، التي راح ضحيتها مسلمون كثر، اهتز الإعلام العربي الرسمي وغير الرسمي. وتحول إلى موجة موحدة ذات إيقاع واحد، موضوعها الرئيسي (الشيعة والتشيع). ويومها كانت (الجدبة) في المغرب غير بسيطة.
قام المستر (مصطفى العلوي) بحملة مسعورة، ومدفوعة الثمن أيضا، واتهم الشيعة فيها بألوان من التهم التقليدية، لم أجد لها مصدقات في واقع التراث الشيعي. وكنت على علم راسخ، بأن مصطفى العلوي، هذا، لم يمسك كتابا واحدا من أمهات الكتب الشيعية. ولم تمض السنوات، حتى يعلن (العلوي المدغري) وزير الأوقاف، في الدروس الرمضانية، عن الحقيقة، ويكذب من اتهموا الشيعة بذلك. وخسئ (مصطفى العلوي).
وفي هذه الأثناء، جاء فخامة (أبو بكر الجزائري) زائرا للمغرب، يحمل في حقيبته أوراقا وهابية جديدة. كان كما بدا لنا مبعوثا رسميا من جهة هو ساكنها.
وتواجد في تلك الأثناء في أحد بيوت الأصدقاء. وكانت كلمته تتمة لما سبق من (هرج ومرج) حول (الشيعة والتشيع) ومحاولا رسم صورة كاذبة وتشهيرية، ضد الشيعة، مستغلا بذلك جهل الناس بحقيقة التأريخ ولكنه ضل الطريق هذه المرة.
فقام أحد الأصدقاء، وقال له: عفوا، هلا حدثتنا عن (الماسونية) ونشاطها في العالم الإسلامي؟ (6).
لهذا التجهيل، ولهذا التشهير، كان (الحديث عن الشيعة والسنة) ضرورة، لتفويت الفرصة على الصيادين في الماء العكرة. وبذلك يمكننا أن نمنح التقاعد لمثل تلك الشخصيات التي دأبت على طلب الرزق، بوظيفة التفريق والتشتيت!.

(6) - وكان هذا الشاب للأسف من أهل السنة والجماعة مما أحرج أبا بكر الجزائري.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 29 30 31 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405