لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٢٠
أشخاصها على مستوى الفكر الذي لا يزال يؤسس وعينا بالماضي والحاضر. غير أنني رأيتهم مكبلين بألف قيد، مثلما كنت مقيدا. وإن كنت قد استطعت كسر الأغلال عني، فإن غيري ضعف عن ذلك وبقي أسير الظلام. ثم أدركت أن الإسلام أعظم من أن يكبل أناسا لطلب العدالة في التاريخ وفي كل المستويات.
أدركت أن شيئا جديدا على روح الإسلام لوث صفاءه الروحي. أدركت أنه (المذهب). وفي ذلك الوقت عرفت أنني لا يمكنني أن أتعامل بتحرر وموضوعية مباشرة مع القرآن والنبي صلى الله عليه وآله فكان ضروريا أن أرفع القيود عني وأبدأ مسيرة جديدة في البحث عن الحقيقة جئت مرات ومرات عند أهل الخبرة من أهل السنة والجماعة، وكلما حدثتهم عن ذلك، امتعضوا وارتسم في وجوههم غضب، يسمونه الغضب لله! كانت وجهات نظرهم تنقسم إلى قسمين:
1 - بعضهم رد علي: ليس الحسين هو أول أو آخر من مات شهيدا مقتولا، فأنبياء الله قتلوا وصلبوا، فلماذا هذا التركيز والمبالغة في قتل الحسين؟.
2 - بعضهم قال: إننا إذا دخلنا في هذا الصراع، سوف ندخل في الفتنة، ونحن أمامنا مسؤوليات يجب أن نؤديها في واقعنا المعاصر، فلماذا أنت ترجع بنا إلى العهود القديمة؟.
وكنت أرى في كلا التبريرين روحا سطحية، وتخلفا حقيقيا في التعامل مع الإسلام والتاريخ.
أما بالنسبة للأولين، فكنت أردهم ردا عزيزا، ذلك أن مقتل الحسين (ع) له خصوصياته التي لا ينكرها أحد، وهي مأساة لم يشهد لها تاريخ الأنبياء مثيلا.
لأن الذين قتلوا الحسين وأهل بيته وقطعوا رأسه وسبوا نساءه كانوا ممن يدعي تمثيل الأمة، ويمثل الجماعة.
ثم إننا عندما نتحدث عن مقتل هؤلاء الأنبياء نجزم أتوماتيكيا بأن الذين قتلوهم ظالمون، ظالمون، كفار ملعونون. بينما عندما نتحدث عن الإمام الحسين (ع) لا نرى بينه وقاتليه فرقا يذكر، فنقول: إنه اجتهد، وقبح الله اجتهادا يوجه لسفك دماء أبناء النبي صلى الله عليه وآله
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 323 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405